أخبار العرب في أوروبا – السويد
كشفت دراسة سويدية حديثة أن نحو 80% من السويديين اختاروا حرق جثثهم بعد الوفاة، بينما النسبة المتبقية اختارت الدفن التقليدي أو التبرع بالجثث للمستشفيات.
بحسب الدراسة التي نشرت مؤخرا، فإن اجمالي عدد الجنازات في السويد يصل حوالي 90 ألف جنازة سنويا، حيث يختار ما يقارب 72 ألف شخص حرق جثته بناءً على رغبته الشخصية قبل وفاته.
ورغم اعتقاد البعض أن السبب وراء اختيار الحرق هو ضعف القدرة المالية للأفراد على تكاليف الجنازة التقليدية، فإن هذا الاعتقاد خاطئ تماما.
تقول الدراسة إنه في الواقع، يُخصم مبلغ من الضرائب من جميع المواطنين السويديين تُستخدم في تغطية تكاليف الجنازات بشكل عام، بغض النظر عن الانتماء الديني.
وأشارت إلى أنه يتم تنظيم الأنشطة الجنائزية من قبل الكنيسة البروتستانتية في مختلف المدن باستثناء ستوكهولم حيث تتولى البلدية هذا الدور.
وحول تفضيل السويديين حرق جثثهم بعد وفاتهم، فإن هناك سببان رئيسيان وفق ما ذكرت الدراسة:
أولا: “يُعتبر الحرق طريقة صديقة للبيئة تقريبا، حيث يتم حرق الجثة داخل تابوت في فرن بدرجات حرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية، ويتحول الجسم بالكامل إلى رماد في غضون 80 دقيقة”.
ثانيا: “التزام السكان بالعلمانية وغياب الاعتقاد بالقيامة أو الحساب بعد الممات”.
وتقول الدراسة إن نحو نصف سكان السويد تقريبا ملحدين أو لا أدريين أو غير مؤمنين بأي ديانة، وبالتالي فإنهم لا يولون اهتماما بتقاليد الجنازة الدينية. لهذا فهم يعتقدون أن الجثة لا تُقدس ولا تتعلق بها أي آمال في الحياة الأخرى.
اقرأ أيضا: الاقتصاد السويدي يسجل تراجعا حادا خلال الربع الثاني
ومن بين أسباب تفضيل السويديين حرق جثثهم بعد الوفاة هو “الشعور النفسي حيث لا يفضلوا حبس أجسادهم في تابوت تحت الأرض وإنما التخلص من الجسد للأبد وسريعاً من خلال الحرق”.
يذكر أن الديانة في البلد الاسكندنافي شهدت تغيّرات كبيرة عبر العصور، حيث مرت البلاد بتقلبات دينية عديدة. منها عبادة الأوثان في القرون الوسطى تبعتها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية قبل أن تصبح الكنيسة البروتستانتية اللوثرية هي الديانة الرسمية منذ القرن الـ 16 ولغاية الآن.