أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
بهدف جذب عشرات الآلاف من الزوار مع اقتراب فصل الشتاء، لجأت مواقع سياحية عدة في المدن الفرنسية الكبرى إلى وسيلة جديدة تتمثل في تنظيم زيارات ليلية تعتمد فيها على لعبة الإنارة لإضفاء مزيد من الرونق على ما توفره من محتويات بالطريقة التقليدية.
تقول وكالة فرانس برس إنه في جولة بعنوان “دغل في الطريق إلى الإضاءة” يتنقل زوار “حديقة النباتات” في باريس بين الحيوانات متعددة الألوان، حول شجرة منجروف مضيئة ضخمة.
وأوضحت الوكالة بأن هذه الجولة المتاحة حتى 21 يناير/كانون الثاني 2024، تشكل أحد أبرز الأنشطة التي يقيمها خلال العام هذا الموقع المتخصص في العلوم الطبيعية.
ومن المتوقع أن قد تشهد الجولة التي تقام هذا العام للمرة الخامسة تسجيل أرقام قياسية جديدة لها، إذ راوح عدد المشاركين فيها ما بين 260 ألفا و300 ألف في المتوسط خلال شهرين، مقارنة بـ900 ألف زائر في تسعة أشهر في قاعة “لا جراند جاليري دو ليفولوسيون” التي تتناول التطور البشري.
يقول “سيريل روجيه” مدير الحديقة إنه لاحظ شبابا “تراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما باتوا يزورون الحديقة إلى جانب الجمهور العائلي المعتاد”، مشيرا إلى أن الجولة تستغرق ساعة، وتصل إلى ساعتين، إذا خصص الزائر وقتا لقراءة الشروح والأسماء العلمية للحيوانات باللاتينية”.
أما متنزه “حديقة التأقلم” غرب باريس، فيتفوق بجولة بعنوان “تنينات وفوانيس”، توفرها من 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل حتى إلى 25 فبراير/شباط 2024، وهي مستوحاة من رأس السنة الصينية وفولكلورها، وصنعها حرفيون من شنغهاي. ويمتد المسار إلى أكثر من 30 ألف متر مربع.
ووراء هذا المنحى السياحي تقف شركات متخصصة، تصدر تصاميمها التجهيزية إلى كل أنحاء أوروبا، ومنها شركة “تشاينا لايت”، من مدينة تسيجونج في مقاطعة سيتشوان “وسط الصين”، مهد مهرجانات الفوانيس.
تقول “شينوين” المسؤولة في الشركة أن “السكان راحوا تدريجا، مع تراجع صناعة الملح التي هي مصدر الدخل الرئيس في المدينة، يصدرون حرفة صناعة فوانيس الخيزران إلى كل أنحاء الصين في ثمانينيات القرن الـ20”.
وأضافت في تصريحات لوكالة فرانس برس:”الجيل التالي، مع بدء توافر مصابيح “لد”، تمكن من تصدير هذه الصناعة “إلى المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا”، حيث لقيت رواجا شديدا، ترافق مع “فصلها عن الثقافة الصينية” وتطوير المفهوم بطريقة فنية أكثر.
كما يتضمن موقع “أضواء السين” في باريس محطات مضاءة مناسبة لالتقاط الصور، يبدو برج إيفل في خلفيتها، أو عرض “المياه والليزر” حول الشلال الكبير.
اقرأ أيضا: وزير الصناعة الفرنسي يؤكد أهمية المهاجرين على اقتصاد البلاد
وتلقفت هذه الموضة شركة “كريسماس جاردن دويتشلاند” الألمانية المعتادة على المشاريع الخارجية، من لندن إلى روما، فطبقت مفهومها للإضاءة هذا الشتاء في 21 موقعا، من النمسا إلى باريس.
ووفقا لـ “إيزابيل كروبي” المسؤولة في الشركة فإن نجاح هذه الأعمال التجهيزية يعود إلى “التجربة الشاملة” التي تتيحها، بالصوت والضوء، التي توفر “كثيرا من خيارات التقاط صور السيلفي الشخصية”.
كذلك، الاستمتاع بما لذ وطاب من الطعام والمشروبات، غير أن المشكلة تكمن في أن تكلفة هذه النزهات مرتفعة بالنسبة إلى العائلات، إذ تراوح بين 15 و20 يورو للشخص البالغ.