اقتصاد واعمالتقارير

‏”الراوي” لتعليم قيادة السيارات باللغة العربية تجتاح هولندا

إبراهيم نمر:هولندا
‎ حسام الراوي قدم الى هولندا عام ٢٠١٥ لاجئا، لم ينتظر طويلا كي يقتحم سوق العمل الهولندي من خلال منتج يحتاجه ‏أي قادم جديد الى هولندا، حسام الذي عمل في سوريا في مجال اختصاصه “التحاليل الطبية/ مخابر” لأكثر من 10 ‏أعوام، لم ينسى اختصاصه وسرعان ما وجد فرصته في مجاله كضمانة للدخل الثابت الدائم لإعالة أسرته ومن ثم توجه ‏لمشروعه الخاص بعد حصوله على رخصة مدرب قيادة وسواقة في هولندا‎ .‎
‎ ‎من دير الزُّور حتى هولندا


حسام الرواي خلال سنوات قليلة بعد وصوله الى هولندا لاجئا اصبح مرجعا مهما لمعظم القادمين الجدد من العرب ‏وغيرهم فهو ملم بقانون السير الهولندي عموما، ومن خلال قناته على اليوتيوب وصفحته “معا لتعلم القيادة في هولندا ‏‏”يقدم خدمات كبيرة بشكل قانوني ومدروس لكل من يريد تعلم السياقة والحصول على شهادة السواقة في هولندا وكذلك ‏كل ما يتعلق بقانون السير الهولندي فضلا عن مواضيع التأمين والحوادث وكافة المعاملات المتعلقة بهذا المجال‎ ‎
ولد حسام الراوي في مدينة دير الزُّور عام ١٩٨٠ حصل على شهادة التحاليل الطبية في عام ٢٠٠٠ وعمل لمدة 10 ‏أعوام في مجاله.‏
وفي العام ٢٠١٢ قرر مغادرة سوريا الى تركيا ومن ثم تابع رحلته بحرا في العام ٢٠١٥ ليستقر في هولندا لاجئا، لببدأ ‏فور وصوله بتعلم اللغة، سريعا ووجد عملا في اختصاصه بالمخابر والتحاليل الطبية واستقر بمدينة‎ huizn ‎لكن حسام ‏لم يكتف بالعمل الثابت الوظيفي وبدأ يفكر بمشروعه الخاص وشركته التي أصبحت اليوم معروفة ليس فقط في أوساط ‏القادمين الجدد من اللاجئيين السوريين وغيرهم من العرب انما في أوساط المجتمع الهولندي نفسه.‏
في حوارنا مع حسام الراوي قال‎:‎‏ بدأت ٢٠١٧ وأسست موقع الرواي للقيادة في هولندا وقناة يوتيوب وصفحة فيسبوك، ‏كانت فكرة المرقع موجودة لكن لم يكن هناك تمويل يساعد على الاستمرارية، فيما بعد حاولنا تغطية المصاريف بعد ‏إيجاد مساعدة من احدى الشركات التي دعمت الموقع والفكرة وساعدتني البلدية معنويا في إطلاق مشروعي.‏
يضيف الراوي: من خلال تواصلي مع الزبائن تلمست كم هناك من متابعين للموقع والقناة ثم وتطورت الأمور اكثر ‏نتيجة المثابرة والنشاط الدائم لفريق العمل، وأعتقد بأنني نجحت في شركتي االخاصة بسبب عدم اعتمادي المباشر على ‏مردود الربح من الشركة وخاصة في البدايات، فكما اسلفت انا املك عمل ثابت وهذا يساعدني لتغطية مصاريفي ‏الشهرية.‏‎ ‎
يتابع الراوي حديثه: كنت اسأل نفسي دائما ماذا يحتاج القادم الجديد الى هولندا فوجدت بأن بعد تعلم اللغة سيحتاج االلاجئ ‏الى شهادة السواقة ولذلك جاء اختياري على هذه المهنة وتعلمت ودرست قانون السير الهولندي وأصبحت ملما بتفاصيل ‏القانون بعد حصولي على رخصة مدرب سواقة، وكنت اقدم الخدمة مجانية للجميع لكن الآن الوضع مختلف والشركة ‏تسير أمورها بشكل جيد واطمح نحو الأفضل خدمة للزبائن.‏
فكرت المشروع تبلورت لدى الراوي، كما يقول، بسبب قلة المصادر االتي تشرح قانون السير في هولندا، فلم أجد ‏صعوبات تذكر اثناء القيام بتسجيل الشركة في غرفة التجارة بعد اعلام البلدية بهذه الخطوة وهنا البلدية تساعد في عدم ‏قطع راتب المساعدات لحين التأكد من نجاح المشروع لكنها في الوقت نفسه لا تقوم بدعم المشروع ماديا.‏

هولندا فرصة ذهبية للدراسة والعمل معاً
وعن طبيعة البلد، يقول الراوي، هولندا بلد مفتوح للدراسة والعمل، لذلك يجب استثمار ذلك، لكن اعتقد في البداية يجب ‏ان يبدأ المرء برأسمال بسيط كي تكون المغامرة محسوبة لكن أكرر حب الشخص لمهنته وعمله يجعله ناجحا‎.‎
وبالعودة للمدرسة يوضح الراوي، المدارس العربية التي كانت موجودة سابقا لم تكن تلبي حاجات الزبائن وكانت ‏انطلاقتنا تهدف الى اكبر انتشار أي كامل هولندا وهي اليوم كذلك، واستطيع القول إن تجربتي ناجحة فالشركات قبلنا كان ‏عملهم محدود بينما شركتنا منتشرة في كل هولندا.‏
وعن طبيعة قانون السير الهولندي يقول “الرواوي” من الأسباب التي دفعتني إلى هذا المشروع هو انبهاري بقانون ‏السير الهولندي فالمسالة هنا ليست ليست فقط كما تعلمناه في بلادنا “بنزين دركسيون فرام دبرياج” انما المسألة اعقد ‏وفيها تفاصيل لا يمكن حصرها وفي هولندا بالذات هناك تفاصيل دقيقة جدا تتعلق بالقانون وهذا ضروري فاليوم تسير ٨ ‏مليون سيارة على شوارع هولندا، ورغم ذلك الحوادث المميتة تكاد لا تشكل شيئا بالمقارنة مع هذا العدد وهي نسبة قد لا ‏تتحاوز شخص واحد يوميا يفقد حياته وهذه النسبة لا يمكن مقارنتها بباقي البلدان والاتحاد الأوربي وطبعا هذا مرده ‏للانضباط وتنفيذ القانون بحذافيره على الجميع بدون استثناء وكذلك البنية التحتية للطرق في هولندا وهي الأخرى متطورة ‏جدا وتفوق باقي دول اوروبا.


العربية لغة رسمية في السواقة الهولندية مطلب محق‎
يقول حسام الراوي إن مدرسته توفر اليوم ثلاث لغات للطلاب فيما يخص الفحص النظري “التيوري”الهولندية ‏والإنكليزية والعربية حيث التركيز على النظري لا سيما فئة‎ B ‎وأيضا الشاحنات، والطالب بامكانه الحصول على ما ‏يقارب ٢٠ نموذجا امتحانيا “باكيت” يتضمن معظم الأسئلة المكررة اثناء الامتحانات وبسعر رمزي كي لا تشكل عبئا ‏على الطالب، وكذلك الأسئلة الجديدة يتم وضعها من قبل فريق المدرسة كي يحصل المتقدم على الفحص النظري وفي ‏جعبته اكبر كمية من المعلومات الممكنة قبل الامتحان وبعد اجتياز الطالب لهذا الامتحان يصبح مطالبا بالتقدم والتسجيل ‏في دروس العملي ولا شك ان هذه الدروس قد تكلف القادم الجديد الكثير من المال لتبقى كلفة الدروس النظرية هي الأقل ‏والمقبولة‎ .‎


نسعى أن تصبح اللغة العربية رسمية في امتحان النظري “التيوري‎”‎
وحول مساعي اعتماد اللغة العربية في الامتحانات، يقول الراوي بالرغم من محاولاتنا الكثيرة والفريق العامل لدي ‏وبمساعدة الأصدقاء والمتابعين لتخفيف الضغط المادي على المتقدم للامتحان النظري إلا اننا لم ننجح بعد فالفحص ‏النظري بالعربي بحاجة الى مترجم وهذا يشكل عبئا كبير على كاهل اللاجئ الذي يتحمل ما يقرب ٣٠٠ يورو لأجل ‏اجتياز الامتحان النظري بينما اقرانه في اللغتين الهولندية والإنكليزية لا يتكلفون اكثر من ٣٥ يورو، لذلك حاولنا عبر ‏العديد من الوسائل توصيل رسالتنا الى دائرة المرور والجهات المعنية بذلك ونتأمل خيرا لتصبح اللغة العربية أيضا لغة ‏رسمية رسومها لا تتجاوز ٣٥ يورو مثلها مثل الهولندية والإنكليزية، مشيرا إلى أنه لم يكن بوسعه إيصال هذه الرسائل ‏لولا مساعدة الأصدقاء على صفحاته ومن خلال قناة اليوتيوب والموقع وصفحة الفيسبوك والرسائل والاتصالات ‏اليومية والتفاعل المستمر بينيه وبين الطلاب. وفي هذا السياق يقول: بالرغم من أن عدد الطلاب اليوم اقل مما سبق ففي ‏عام ٢٠١٥ كان متوسط عدد المتقدمين للامتحانات بالعربية نحو ٦٠٠ طالب شهريا وكان ما يقارب ١٠٠ منهم ‏يستفيدون من خدمات شركتنا بشكل مباشر اما اليوم فالعدد تناقص لان الكثيرين يستطيعون تقديم الامتحان بالهولندية بعدد ‏مرور خمس سنوات على وجودهم هنا وتعلمهم اللغة الهولندية.‏
وعن المشاريع المستقبلية، يقول الراوي: بعد جهود ثلاثة سنوات من العمل الشاق والدؤوب هدفي هو الاستمرار وان ‏تصبح شركتنا من أقوى الشركات في هولندا معنويا وماديا وان استطيع إيجاد فرص عمل من خلال عملي للعديد من ‏أبناء بلدي ومساعدتهم وبالنظر الى الوراء والسنوات الثلاثة التي مضت اجد نفسي بأنني قطعت شوطا كبيرا نحو عالم ‏الاعمال والمشاريع الخاصة وما اتمناه لأمثالي من القادمين الجدد الى هذا البلد هو العمل بكل جدية من اجل اجتياز ‏مسائل اللغة والتفكير مباشرة نحو إيجاد فرص عمل والسوق الهولندية مفتوحة مثل كل أسواق اوربا وجديدنا سيكون ‏إصدار كتاب مفصل بالعربية من ٢٠٠ صفحة يتناول كل تفاصيل قانون السير في هولند وكذلك تحديثات في الموقع ‏والقناة مما يعزز الثقة اكثر واكثر بين شركتنا والمستهلك المستفيد من منتجنا ولكل مجتهد نصيب. ‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى