”رحلة الى اسطنبول”..”ساعة واحدة في ضوء النهار” تجارب روائية عن الوجع السوري
في روايته الأولى “رحلة الى اسطنبول ” يصور الروائي الشاب “مضر عدس” معاناة اللاجئين السوريين وتغريبتهم قبل ركوب “البلم”، حيث حط رحاله في برلين بعد ان حصل على اقامة فنان في العام ٢٠١٨، وهي إقامة عمل تمنح للكتاب والفنانين من جميع أنحاء العالم، ويشترط على من يحصل عليها اثبات انه” كاتب” او” فنان”، ومدى إمكانية قدرته على أن يكون مفيداً للسوق الثقافة في ألمانيا.
يرى الروائي الشاب أن” السوق الأوروبية الثقافية بعيدة كل البعد عن المحسوبية والواسطات ولكن ليس من السهولة بمكان دخولها، خصوصا للكتاب العرب” ويتابع “اقتصر الدعم على حالات قليلة أكثرها تكون في مجال دعم (اللاجئين المثقفين) وهذا جانب غير صحي، لأنه يبقى في مجال المساعدة النفسية أكثر من الاهتمام الأدبي في نتاج هذا الكاتب أو ذاك”.
ويعتبر “ان سوق الأدب الأوروبي هو الأفضل، والدليل هو النتاج الذي يصل دائما للعالمية، وذلك يعود إلى حركة الترجمة والترجمة العكسية” موضحا ” ان الدعم المالي المتوفر يساعد على اكتشاف مواهب جديدة، ودعم حركة الترجمة و الشباب والكتاب الجدد، وذلك من خلال منح أدبية، ونشر وتسويق الكتب”.
ويشير “عدس” ” ان الربيع العربي والثورة السورية بشكل خاص لها التأثير الاكبر على شخصيات وأفكار المثقفين الشباب، والتي أعطتهم مجالا كبيراً للحرية والخروج من الصندوق الذي سجنوا به طوال الخمسين سنة الماضية”.
عدس الذي كتب روايته الاولى في بداية العشرينيات يرى انه” لا يوجد عمر محدد، ولا سيما ان الشباب السوريين عاشوا تجارب مريرة خلال سنوات الانتفاضة السورية” معتبرا ان “اداة الكاتب الاساسية هي القدرة على استرجاع ما عاشه من تجارب وتحويلها الى قالب ادبي” ويتابع ” هذه المرحلة الزمنية سادت روح اكتئابية بين الشباب، مما دفع الكثير للتعبير عما يجول في خاطرهم بالكتابة وفنون أخرى، ولهذا قررت كتابة رواية “رحلة الى اسطنبول” رغبةً مني للتنفيس عما يجول داخل المحرقة التي اعتمرت صدري.
رواية “رحلة إلى اسطنبول” تدور أحداثها في “ملحق” شقة ” بضواحي اسطنبول، وتحكي قصة ثلاثة شباب سوريين يبحثون عن طريقةٍ آمنة للسفر إلى أوروبا، وتتحدث عن المعاناة والعذابات التي عاشوا قبل ركوبهم ” البلم” القوارب المطاطية ومواجهة الموت .
وعن تجربته في رواية ” ساعة واحدة في ضوء النهار” يوضح مضر ” تتحدث الراوية عن تاريخ عائلة دمشقية منذ عام ١٩٧٠ وحتى عام ٢٠١١، وتحكي قصة شاب سوري اسمه “ممدوح الفرّان” تتشابه قصته مع قصص الكثير من الشباب السوريين الذين خاضوا معركة الحرية، ليتحولوا فيما بعد الى هياكل لا يوجد فيها حياة وروح”. و يتابع” يعيش ممدوح بطل الرواية حلماً في مقتبل العمر، ومن ثم تتوالى في حياته الكثير من الهزائم الخاصة والعامة، ويعتزل العالم ويتخلى عن أحلامه لينتهي المطاف به عابثاً بحياته، راغباً بالموت بعيداً عن كل أحبته “.
لم يتوقف عدس عند كتابة الرواية وعمل مؤخرا على كتابة مسلسل درامي قصير عرض على قناة +AJ التابعة لشبكة الجزيرة ويسلط مسلسل “هم” الضوء على حياة الشباب العربي بعد الربيع العربي في بلدان اللجوء والمغترب، ويوضح عدس “يحكي المسلسل قصة مجموعة من الأصدقاء العرب من دول الربيع العربي مصر، سوريا، تونس، اليمن، يعيشون كلاجئين في إسطنبول، ويساندون بعضهم البعض في مواجهة مشاكلهم اليومية، ويتشاركون الأوقات الجميلة الصعبة.و لكل واحد منهم حكايته وتحدياته الخاصة والمختلفة رغم التشابهات الظاهرة بينهم”.
ويختم عدس موضحا الصعوبات التي يواجهها كعامل في الحقل الثقافي في اوروبا ” تبقى الصعوبة في عدم امتلاك لغة البلد الذي اعيش فيها اكبر المشكلات التي تواجهنني، وانا ككاتب لا استطيع الخروح من هذه الدائرة لانها تعبر عن ثقافتي وهويتي وماهيتي، ناهيك عن الصعوبة في الوصول إلى جمهور و قراء في بلدان اللجوء، و اجد ان الاندماج أهم طريقة للوصول إلى مكانة جيدة في بلدان اللجوء، وذلك للحفاظ على هويتنا، فالاندماج لا يمحي الهوية بل يحميها”.