ثقافة وفنون

“‎حسن الجعثوني” يعيد الغناء الشعبي إلى ولاية شمال الراين بعد عشرين عاما من ‏الانقطاع

‏خلدون مزعل : ألمانيا
‏‎”‎يا مغرب على الجولان يا عيني ‏اه .. سلملي على فيقي يا حبيبي( فيق: قرية الشاعر في ‏الجولان المحتل‎)..‎، انا البعد ‏كواني يا عيني اه.. والجفا ‏نشف ريقي يا حبيبي..”.. ‏
بهذه الكلمات عبر “العم حسن” – كما يرغب ان نناديه- في ثمانينيات القرن الماضي عن ‏حنينه ‏الى مسقط رأسه الجولان ‏الذي احتل في العام ١٩٦٧‏‎. ‎
الرجل السبعيني الذي قضى غربته الاولى في حي ‏الحجر الاسود (حي النارحين كما يحب ان ‏يسميه السوريون كون ‏غالبية سكانه من أبناء الجولان)، يعيش اليوم ‏غربته الثانية في مدينة ‏‏”كوببنهايم ‏kuppenheim ‎‏” الالمانية‎‏.‏
وعن حكايته مع العود قال المغني الشعبي حسن ‏الجعثوني لـ “Arabs in Europe”: ” منذ مدة قصيرة اشترى لي احد ‏اولادي ‏عودا، وعندما لمسته شعرت بشيء من الحنين يشدني الى ‏الماضي وذكرياته، ولا ‏سيما انني تركت وطني مرغما لاعيش ‏لاجئا في أوروبا.. الشوق الى وطني ‏يقض مضجعي ‏ويعيدني الى ايام الشباب، حينما كنت اغني والحن واكتب الاغاني ‏الشعبية المرتبط بالأرض ‏‏والوطن والإنسان واتحدث عن قريتي‎‏(‏‎ ‎فيق‎‏)‏‎ ‎التي هجرت منها في العام ٦٧‏”.‏


‎من باب المسؤولية قرر “الجعثوني” ‏العودة إلى الفن ملتزما بالأغنية الشعبية التي تحاكي واقع ‏السوريين في بلاد ‏الاغتراب، وفي هذا السياق يقول: “الأغنية الشعبية ‏بسيطة وسهلة وممتعة ‏وتؤثر في أكبر شريحة من المجتمع، ولا سيما ‏طبقة الفلاحين والعمال ورعاة الماشية الذين ‏‏يعيشون في البادية، ومن باب المسؤولية قررت العودة الى فني وشعري ‏وغنائي لأعبر عن ‏المرحلة التي يعيشها ‏الشعب السوري وسأبقى ملتزما بالأغنية الشعبية النابعة من ضمير ‏وإحساس ‏الشعب الجريح”.‏
‎يرى “حسن “الذي فقد كل ‏صوره وذكرياته خلال رحلة لجوئه ان الفن الملتزم يجب ان يرتبط ‏بالأرض والإنسان ‏والوطن والمحبة.‏
وعن سبب ابتعاده خلال الفترة السابقة عن الغناء قال: “إن الفن في البلاد العربية ولاسيما في ‏سوريا كان ولا يزال يعتمد ‏على المحسوبيات ‏والواسطات دون النظر إلى إمكانيات الفنان ‏ومواهبه، وقد سئمت في النهاية من هذا المجال وأصابني ‏‏الإحباط، فالفنان بحاجة إلى أن ‏يمارس عمل ومهنة كي يستطيع القيام بواجباته تجاه أهله وأولاده، وهذا لم يكن ‏متوفرا لي ‏‏مطلقا في مجال مهنتي كموسيقي ومطرب، ما اضطرني إلى إيجاد عمل حر بعيد كل البعد ‏عن الجانب ‏الفني لكسب لقمة ‏العيش والانفاق على اسرتي واولادي”.‏
‎ عمل حسن في الفن في الفترة الممتدة خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات وعن هذه الفترة ‏يقول:” لحنت وكتبت ‏وغنيت العديد من الاغاني الشعبية منها ‏‎”‎يا مغرب شرق الجولان” التي ‏انتشرت انتشار واسعا في ثمانينيات القرن ‏الماضي، واغنية “وصلني يا تنبيل -‏والتنمبيل في ‏اللغة العامية الباص- واغنية “عايدين يا دادا لربوع الوطن”. كما عملت ‏طيلة خمس سنوات ‏في ‏المسرح العسكري..وكنت عضوا في نقابة الفنانين، واجتمعت مع كثير من الفنانين منهم ‏الاستاذ ‏مطيع ‏المصري والاستاذ بهجت حسان، كما انني تعرفت على بعض الفنانين ‏المشهورين مثل الاستاذ ابراهيم جودت، ‏‏والمطرب موفق بهجت وغيرهم، فضلا عن عملي ‏في الحقل الموسيقي والغنائي كنت عضوا في فرقة الكورال ‏التابعة ‏لنقابة الفنانين”.‏
‎بعد عشرين عاما من يعود “حسن الجعثوني” للمشاركة في الحفلات التي اقيمت في مقاطعة ‏‏شمال الراين الالمانية، ‏وهناك غنى الاغاني الشعبية بهدف تعريف الالمان على التراث ‏الشعبي من باب ثقافة الاندماج، اما ‏عن اعماله الجديدة، ‏يوضح “العم أبو زكي”:‏‎” ‎الاغاني ‏التي سأغنيها في الايام القادمة ستكون خاصة بي، فانا سأكتبها ‏وألحنها، وهي نابعة من ‏صميم ‏الأغنية الشعبية والتراث الشعبي الاصيل، وسيكون لها اثر كبير على ‏الجمهور لانها تعبر عن ‏واقع الحياة التي ‏يعيشها الشعب السوري

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى