اقتصاد واعمالتقارير

مطعم اليكس.. ينقل الفلافل إلى السويديين..

أحمد سلوم: السويد

تعتبر الجالية السورية في السويد ثاني أكبر جالية بعد الفنلندية، حيث وصلت حتى نهاية العام الماضي لنحو 190 ألف سوري بين لاجئ ومغترب، بعد أن كانت لا تتعدى ستة أشخاص في العام 1960، وفق أرقام مكتب الإحصاء المركزي السويدي (SCB)، وذلك بعد موجة اللجوء الكبيرة التي شهدتها السويد في العام 2015.

وعلى الرغم من حداثة عهدهم في السويد، إلا أن تجارب السوريين كانت حافلة بالإثارة والاجتهاد .

“أحمد الموسى” شاب سوري وصل للسويد قبل أربع سنوات وبعد انتظار عامين للحصول على حق الإقامة، لم يشأ أن يعيش عالة على المجتمع السويدي، بل اراد أن يكون ايجابيا في مجتمع أمن له الحماية والأمان، حيث افتتح مطعماً في مدينة “سفيدالا” يقدم البيتزا والوجبات السورية الشهيرة مثل “الفلافل”.

يتحدث “أحمد” لموقع (Arabs in Europe) : حين حصلت على الإقامة أسست مشروعي الخاص الذي أعيش منه، فهو من جهة يؤمن لي الدخل، ومن جهة أخرى لكي أثبت للأوروبيين عامة والسويديين خاصة أننا شعب يحب العمل ويسعى جاهداً إليه.

ويشير “الموسى” إلى أنه حافظ على اسم المطعم ( ALEx ) وفاء منه لصاحبه الأساسي الذي اطلق عليه اسم ابنه.

يقدم المطعم 39 نوعاً من البيتزا، إضافة إلى الفلافل والفطائر الأخرى مثل الجبنة والزعتر واللحم بالعجين، ولاقت هذه الوجبات إقبالاً من السويديين  على الرغم من أن البيتزا وجبة غربية، إلا أن النكهة العربية التي أضافها “الموسى” على العجينة كانت السبب وراء جذب الزبائن لمطعمه.

عقبات وتحديات

أمّا عن المصاعب التي واجهها في بداية اعتماده على نفسه فيقول : “لم أواجه أي معوقات فيما يخصّ الأوراق اللازمة للترخيص، وإنما جرت الأمور بسهولة وسرعة كبيرة، وسرعان ما حصلت على الترخيص بافتتاح المحل”.

وأضاف:” لكن أحد العقبات التي وقفت أمامي هي رفض تقديم المساعدة المالية من مكتب العمل الخاص بتقديم المساعدات للاجئين الذين يفتتحون مشاريعهم الخاصة، ومع ذلك بإرادتي وتصميمي تمكنت من الانطلاق بدون أي مساعدات, إضافة إلى كون المدينة التي افتتحت مطعمي فيها صغيرة وعدد سكانها قليل”.

دور المطاعم بعملية الاندماج وتعلم اللغة

يقول ” الموسى” إنه على الرغم من عدم ذهابه إلى مدرسة تعليم اللغة للمهاجرين سوى ستة أشهر فقط، إلا أنة أتقن اللغة السويدية بشكل جيد، وذلك يعود للمطعم الذي افتتحته حيث كان السبب وراء سرعة اندماجه بالمجتمع وتعلم لغته.

وأضاف :”عملي في المطعم وتعاملي مع زبائن غالبيتهم من السويديين كان يتطلب مني إتقان اللغة”، وتابع: “إلى جانب إتقان اللغة تمكنت من خلال المطعم، دعم عملية اندماجي مع المجتمع المضيف، وفي الوقت ذاته تمكنت من توضيح صورتنا كلاجئين بوصفنا أفراداً منتجين داخل هذا المجتمع”.

آراء الزبائن

يؤكد “عبد الرحمن كوالكي” أحد الزبائن العرب الذين يرتادون مطعم (ALEX) أنه من المطاعم الجيدة والقائمين عليه يتمتعون باستقبال جيد للزبائن، إلى جانب طعامهم ذو النكهة الرائعة، إضافة إلى “إحساسي بالماضي والذكريات التي استرجعها حين أتناول الفلافل بهذا المطعم”.

أما الطفل “محمد كوالكي” البالغ من العمر /13/ عاماً يقول آتي أنا وزملائي السويديين من المدرسة لتناول سندويش الفلافل في هذا المعطم بشكل يومي تقريباً عقب انتهائنا من المدرسة، وأصدقائي يحبون هذه الوجبة كثيراً.

ويشير إلى أنه في بعض الأحيان لا يكون لديهم المال ومع ذلك أصحاب المطعم يقدمون الطعام بالمجان، وهذا ليس لهم فقط وإنما للجميع الذين يأتون إليه ولا يكون لديهم ثمن الوجبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى