ثقافة وفنون

“أيلول”.. من حلم امتلاك “كمبيوتر” إلى أول مكتبة عربية في هولندا

مضر عدس – هولندا

“لسنا الأفضل .. لكننا الأسرع” بهذا الشعار أسس السوري “محمد الجهماني” مكتبة أيلول، لتغدو أول مكتبة عربية في هولندا تبيع الكتب بأسعار مغرية، وعملت منذ تأسيسها في العام 2016 لتوفير الكتب العربية وإيصاله إلى منزل القارئ في الدول الأوروبية.

يقول صاحب المكتبة العربية “الجمهماني”” لــ”موقع أخبار العرب في أوروبا”: “نحن لا نمتلك الكثير من العناوين مثل الكثير من المكتبات لذلك نحن لسنا الأفضل، ولكننا الأسرع، كون الكتاب سيصل إلى القارىء خلال يومين كحد أقصى “.

المكتبة بدأت قبل أربع سنوات بـ 40 عنوانا و109 نسخ فقط، لتصل اليوم إلى أكثر من 400 عنوان و4000 نسخة متنوعة (روايات – دواوين شعرية،- كتب سياسية ودينية والفلسفية والفكرية).

وعن بداية مشروعه يوضح “الجهماني” القادم من محافظة درعا واللاجئ في هولندا: “بدأت الفكرة عندما قررت شراء رواية من مكتبة جملون، وبعد أن وصلتني ورأيت بساطة وسهولة التعامل عبر الانترنت لشراء الكتاب ، قررت العمل بالتسويق الإلكتروني”.

ويضيف: “بدأت بشراء بطاقات السفر للأصدقاء، وتأمين أغراض رخيصة الثمن لأبيعها باستخدام جهاز كمبيوتر متواضع جداً، ومن خلال زيادة خبرتي مع الشبكة العنكبوتية اكتشفت الكثير من البرامج والمواقع التعليمية المهمة، ما دفعني للتفكير بشراء جهاز كمبيوتر عالي الجودة لتطور نفسي، و لكن للأسف لم أكن أمتلك المال حينها”.

قرر محمد أن يبحث عن مشروع صغير يضمن له ربحاً جيداً يستطيع من خلاله أن يؤمن المبلغ المطلوب على أن يكون المشروع جذاب للسوريين في أوروبا،وبدأ بالتفكير لتأسيس مكتبة عربية تبيع الكتب من خلال الانترنت “أون لاين”، وبتشجيع ومساعدة من بعض الأصدقاء افتتح المكتبة التي اتخذ من منزله مقراً لها مستخدماً وسائل التواصل الاجتماعي “فقط”.

وعن الصعوبات والمشاكلات التي واجهها محمد يقول: “أسوأ ما واجهته خلال السنوات الأربع سوء تعامل المكتبات في الوطن العربي، فبعد أن تصلني الكتب اكتشف أن الكثير منها كتب )مضروبة) غير أصلية، وهذا ما يقوض ثقة القارئ بنا كمكتبة تعمل على أسس حقوق الملكية الفكرية المعترف عليها دولياً”.

ويضيف: “ هذه المشكلة جعلتني اوقف تعاملاتي مع الكثير من المكتبات، وأبحث بشكل دقيق عن مصادر كتب جديدة،لأن أسلوب (القنص) الذي تتبعه الكثير من المكتبات لا يتناسبني فهم يبحثون ويعتمدون على زبون (طيّار) تبيعه لمرة واحدة، ومن أكبر المشاكل التي أواجهها تأخر وصول الطلبية الذي يدفع القراء للبحث عن مصادر أخرى لشراء الكتاب ، ومن هنا عملت على تأسيس مكتبة حقيقية هدفها السرعة في إيصال الكتاب بأسعارنا منافسة “.

أحرز المشروع هدفه خلال شهرين إذ تمكن “الجهماني” من شراء كمبيوتر عالي الجودة، لذلك قرر إغلاق المكتبة وبعد إعلانه على “الفيس بوك” انهالت عليه طلبات بأن يحافظ على هذا المشروع المهم، ليقرر الاستمرار وتوسيع العمل.

وعن ألية العمل يشرح صاحب مكتبة أيلول: “خلال السنوات الأربعة تمكنت من بناء شبكة علاقات جيدة في المجال مع باعة الكتب والقراء على حد سواء، ولكني لا أعتبر نفسي خبيرا،ً ولكني عملت منذ البداية لترك أثر ايجابي في قلب القراء ومحبي الكتب، ولهذا تراني أعطّر الكتاب قبل بيعه أو ارسلهل يكون وسم خاص بمكتبة أيلول ”، ويتابع: “أي مشروع مهما كان صغيراً فهو كاف لتأمين لقمة العيش وذلك يحتاج إلى اهتمام خاص، واليوم المكتبة مسجلة في هولندا باسم (متجر أيلول)، وأدفع الضرائب بشكل دوري، ولم أحتاج حتى الآن لاعود إلى نظام الدعم الاجتماعي”.

أما عن المشاريع المستقبلية يقول: “محمد الجهماني”: “أتمنى أن يستمر المشروع حتى النهاية، وأعمل الآنللوصول لأكبر عدد من القراء، كما أسعى للوصول إلى أبعد من ذلك من خلال تطوير المكتبة لتصبح متجراً يبيع كل ما يتعلق بالثقافة والكتب بأسعار منافسة”.

وختم ” الجهماني” :” أعمل لتأسيس مشروع مع كتاب عرب شباب مقيمين في أوروبا ليعمل على تسويق أعمالهم وتحسين قبول الكتّاب الجدد في وسط القراء العرب، كما أنني بصدد اطلاق مشروع بالتعاون مع بلدية أمستردام لدعم المشاريع الصغيرة الناشئة للاجئين من أجل تشيجعهم للخروج من نظام الكفالة الإجتماعية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى