من المقرر أن يكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء خلال زيارة يقوم بها إلى حي “بورتزفيلر” بمدينة مولوز (شرق البلاد) عن أولى الإجراءات التي ستتخذها الحكومة في مجال مكافحة التشدد والتطرف الإسلامي.
ويشدد ماكرون على ضرورة “استعادة الدولة حضورها” عبر “منظومة إعادة قيم الجمهورية”، ما يعني الوقوف في وجه كل مظاهر العنف بما فيها تجارة المخدرات والأسلحة والتطرف الإسلامي، لاسيما في الأحياء الحساسة والضواحي. وبالمناسبة، استخدمت الرئاسة الفرنسية مصطلحا جديدا هو “الانفصال الإسلامي” للتعبير “بصورة أدق” عن ظاهرة “الطائفية” التي كانت متداولة سابقا.
وزيارة إيمانويل ماكرون إلى “مولوز” تدخل في إطار جولة وطنية تستمر عدة أسابيع وتمتد إلى ما بعد الانتخابات البلدية التي من المقرر إجراء الدورة الثانية منها في 22 آذار. وبالتالي، فإن هذه الإجراءات تدخل في إطار إستراتيجية رسمية جديدة في مواجهة التطرف الإسلامي.
ويعتبر حي بورتزفيلر، الذي يقطنه 15 ألف شخص، واحد من 47 حيا على مستوى التراب الفرنسي تسعى الحكومة “لاستعادتها” من العصابات الإجرامية، وذلك من خلال تعزيز قوات الأمن فيها. كما أنه واحد من 17 حيا وإقليما زودت بما يسمى “خلايا خاصة” لمواجهة التشدد الإسلامي والنزعة الطائفية.
ويرافق الرئيس ماكرون في زيارته إلى مولوز عدة وزراء بينهم كريستوف كاستانير (الداخلية) وغابريال أطال (الشباب) وروكسانا مارسينو (الرياضة). ومن المقرر أن يتحدث عن قضية شائكة هي تمويل أماكن العبادة في فرنسا، خصوصا التمويل من الخارج، فضلا عن إعادة تنظيم إسلام فرنسا.
ومن هذه الأماكن مسجد النور الكبير في مولوز الذي تشارك في تشييده منظمة غير حكومية قطرية. وسيكون لماكرون لقاء مع ممثلي الجمعيات والمنظمات المحلية للحديث عن هذه القضايا.
ويرى خصوم ماكرون السياسيون، من اليسار لليمين، في تطرقه إلى قضية التطرف الإسلامي و”الطائفية” في هذا التوقيت استعمالا لرهاناتها وإستراتيجية لجذب الناخبين خلال الانتخابات البلدية المقبلة.