تقاريرمجتمع

“نادي المشاريع”.. منصة لإخراج الطاقات الإيجابية العربية في ألمانيا

ألمانيا – مؤيد أبازيد

الكثير من المشاريع الإنتاجية والإبداعية للمقيمين العرب الذين وصلوا إلى أوروبا خلال السنوات الماضية، بدأت من أفكار فردية كان الدافع من وراءها، التغلب على الواقع في مجتمع جديد في كل شيء.

من بين هذه المشاريع التي تركت بصمة بين الجالية العربية في ألمانيا لاسيما النساء، “نادي المشاريع” الذي بدأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتهى على أرض الواقع من خلال معارض ونشاطات ومحاضرات.

فكرة النادي

تقول مديرة المشروع “منال جبارين” التي وصلت قبل نحو 10 سنوات قادمة من مدينة “الخليل” في فلسطين إلى ألمانيا إن الفكرة جاءت بعد أن لم تتمكن من إكمال الماستر في تخصصها، رغم أنها حاصلة على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب من فلسطين، فما كان بها الا أن تفكر بعمل شيء من المنزل، فأتت فكرة مشروع الطباعة والنقش على الشموع.

تضيف لموقع “أخبار العرب في أوروبا”:” عملت بعد ذلك لإنشاء منصة بحيث تكون فسحة تجتمع فيها النساء العربيات في ألمانيا لطرح أفكارهن ومشاريعهن من خلال التغلب على الواقع والانتقال من الملل والاكتئاب إلى العمل والإنتاج وحتى السعادة والرضا عن انفسهم في مجتمعهن الجديد”.

لم يتوقف النادي عند هذا، بل تطور وأصبح بمثابة الموجه والراعي لكل سيدة لديها أفكار إيجابية حتى ممن يعملن في المنزل، تؤكد جبارين :”يتم من خلال النادي تقديم المساعدة لإخراج طاقات النساء العربيات للعلن بدل أن تدخل في عالم الاكتئاب والاحباط”.

مديرة النادي ” منال جبارين”

وأضافت أنه فيما بعد كان الخيار إنشاء مجموعة خاصة للسيدات على”فيس بوك” وكان في البداية تحت اسم “مشاريع صغيرة لسيدات عربيات في ألمانيا”، مؤكدة وأكدت بالقول”كان الإقبال كبيرا، لهذا ثم قررنا لاحقا تنظيم أنفسنا لننتقل من الفضاء الإفتراضي إلى أرض الواقع عبر تنظيم معارض فنية وإنتاجية”.

للرجال حصة في النادي

بقي النادي محصورا ضمن فئة النساء، لكن بعد النجاح الذي حققه، بدأت تأتي رسائل للإدارة، وذلك بضرورة أن يكون للرجال جزء ضمن النادي.

تقول في هذا الصدد:” المطالبة جعلتنا نعمل لإنشاء صفحة عامة على فيس بوك تحت اسم “نادي المشاريع” وكان الهدف هو استقطاب الرجال بحيث تكون مجموعة تضم جميع الجنسيات العربية والفئات، مع الاحتفاظ بمنصة السيدات التي بدأ المشروع منها وهي محصورة ضمن فئة النساء”.

وأردفت “مع زيادة الأعضاء والأفكار والمشاريع كان لابد من عملية لتسهيل تسجيل الأفكار، فكان القرار بإنشاء موقع  إلكتروني بحيث يكون شامل لكل الأعمال من دورات أون لاين ومعارض ونشاطات، كذلك التسجيل عبر الموقع للإعلان عن أي فكرة جديدة”.

نادٍ باللغة العربية

يعد “نادي المشاريع” من بين عدة مؤسسات موجهة للجالية العربية في ألمانيا لدعم مشاريع النساء العرب وحتى الرجال المقيمين في هذا البلد، سواء الجدد منهم أو القدامي.

ويعمل النادي لـ”تسلط الضوء على الأفكار الإيجابية والمشاريع الإنتاحية والاهتمام بها بحيث يشعر كل شخص أن هناك مؤسسة تهتم فيه وتعمل من أجله، ليكون أمام الناس بحيث يتم التعرف عليه وعلى تجربته”، تقول “جبارين”.

وأوضحت “أي شخص افتتح مطعما على سبيل المثال ولاقى نجاحا في ألمانيا، نعمل على تسليط الضوء عليه من خلال صاحب المشروع نفسه الذي يتكلم للجمهور عن مشروعه وكيف نجح وما هي الصعوبات وكيف تغلب عليها”، مشددة على أن “المهم هو العمل لتحفيز أشخاص آخرين بحيث يعمل على تأسيس مشروعه الخاص ويكون قادرا على افتتاحه”.

معارض سابقة

تشير “جبارين” إلى أن من أهداف النادي، هو تجميع الجالية العربية من خلال معارض ونشاطات المشروع، بحيث الكل يتواجد ويكون له نشاط بين كل فئات المجتمع العربي، مؤكدة أن الهدف المقبل هو تجميع كافة المشاريع العربية ليس فقط في ألمانيا، بل في كل أوروبا.

أعمال يدوية

وأشارت إلى العمل كذلك لتطوير المشاريع الصغيرة من خلال دورات من قبل اشخاص متخصصين بحيث تتم مساعدة اصحاب هذه المشاريع أو من لديه فكرة حتى يباشر العمل، بحيث يبدأ المشروع بشكل مدروس وكذلك مساعدتهم من خلال ربط صاحب المشروع مع المؤسسات الألمانية.

وعن المشاريع السابقة للنادي ذكرت أنه تم تنظيم معرضين في مدينة “غيسن” في أيلول/ سبتمبر العام الماضي وكذلك في تشرين الثاني/نوفمبر في مدينة “ميونخ”، مؤكدة أن هذه المعارض “لاقت نجاحا كبيرا”.

تعتبر معارض النادي بمثابة بازار للأعمال اليدوية و المنتجات ومكانا لأي شخص يرغب بالإعلان عن شركته أو مشروعه الخاص، وعادة تتضمن معارض النادي محاضرات حول عمل المشاريع والاعمال والتسويق، فضلا عن بعض الحفلات الموسيقية.

معرض “بون” الشهر المقبل

تقول مديرة النادي إنه يتم التحضير حاليا على تنظيم معرض في مدينة “بون” في الـ 5 من أيلول/ سبتمبر المقبل، رغم وجود خشية أن يتم إلغاء المعرض بسبب فيروس كورونا، خاصة مع تزايد الإصابات، إلا أن إدارة النادي مستمرة في التحضير له مع مراعاة تطبيق الإجراءات التي تنص عليها قيود كورونا .

ويأتي معرض “بون” بعد فترة الإغلاق التي استمرت منذ مارس/ آذار الماضي، حيث تم إلغاء عدة معارض خلال الفترة الماضية نتيجة الجائحة، لكن إدارة النادي استطاعت أن تعوض ذلك لو جزئيا، عبر منصات التواصل والموقع الإلكتروني.

أعمال فنية ضمن نشاطات النادي

يقيم على إدارة النادي 6 سيدات ولكل واحدة منهن عملها الخاص، يبدأ من مديرة النادي”منال جبارين”، وكلا من المهندسة”هيفاء رجب”،”ابتهال حمام”،”منال اسماعيل”،”ندى صالح”، و”أروى مسالمة”.

حفلات موسيقية

تبدو تجربة هذا النادي، هي تأكيد آخر على أنه مهما مرّ على الإنسان بعض المواقف أو الظروف التي تجعله يشعر بالإحباط، لكن يجب ألّا يستسلم لتلك الظروف أو أن يسمح لها بأن تضعفه وتوقفه عن المضي قدما نحو طريق النجاح.

الموقع الإلكتروني لـ”نادي المشاريع” على الرابط التالي

https://www.mascharee3.de/?fbclid=IwAR2K6PjA4FMcgfIpsWY7opKnZJGd3hAyezux8DzxsZ7HbSnyvjix6NA4Kkw

صفحة الفيس بوك

https://www.facebook.com/mascharee3/?ref=page_internal

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى