أخبار العرب في اوروبا – فرنسا
شارك وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمس الأربعاء في حفل تكريم وتخليد لذاكرة للمقاتلين المسلمين الذين ماتوا من أجل فرنسا، في منطقة دومون شمال غرب البلاد، ورافقته في المراسم جونيفياف داريوسيك، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالذاكرة والمحاربين القدامى، وكذلك محمد موساوي، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. الوزير اعتبر هؤلاء المقاتلين مثلا يحتذى به الفرنسيون باختلاف أصولهم وأعراقهم.
قرب النصب التذكاري في “فاردان” التي كانت مسرحا لمعركة دامية في 1916 ضد القوات الألمانية، وقف وزير الداخلية جيرالد دارمانان ومرافقوه أمام قبور محاربين المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا إلى جانب قبور أكثر من 16 ألف مقاتل ماتوا في سبيل تحرير فرنسا.
رسوم مسيئة على جدران مسجد جنوب فرنسا
ورغم الحضور القليل والمرسم الخجولة بسبب الظروف التي فرضها وباء كورونا، أظهرت الوقفة تكريمية مدى تضحيات هؤلاء، وضرورة تخليد ذاكراهم، وأظهرت أن الجيش الفرنسي بعد مرور أكثر من مئة عام على معركة Verdun، يضم دوما فرنسيين بمختلف دياناتهم، واستحضر وزير الداخلية ذاكرة جده موسى واكيد الذي قاتل خلال الحرب العالمية الثانية، كما استغل الوزير الفرصة أيضا ليذكر بقيم الجمهورية والعلمانية والعيش المشترك، حيث قال: ” أريد أن أذكر أحفاد هؤلاء المقاتلين وكل المسلمين في بلادنا، وأذكركم أنتم جميعا، بأن هؤلاء الرجال هم أبطال ومعلم لجميع الفرنسيين. أذكر شبابنا الذي يفقد في عدة مرات معنى الأمور، شبابنا الذي قد يعتقد بأن لا مكان لهم في الجمهورية، كلَ النساء والرجال السياسيين الذين يستغلون أحيانا رفض الأخر بنسيانهم لتاريخ فرنسا. انه من المهم جدا أن نبدأ المسيرة عن طريق هذا النموذج الفرنسي”.
من جهته، أثار رئيس المجلس الفرنسي للديان الإسلامية محمد موسوي أيضا ظاهرة الإرهاب وتنامي خطابات الكراهية ضد المسلمين، وذكر بأن الغالبية العظمى من المسلمين في فرنسا يريدون ممارسة دينهم في سلام، بدلا من أن يكون تحت المجهر ومثار نقاش لدى الرأي العام بين الحين والآخر.