أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أعادت صحيفة شارلي إيبدو الهزلية الفرنسية، الثلاثاء، نشر صوراً مسيئة للنبي محمد، عليه السلام، وذلك عقب أيامٍ قليلة من اندلاع مظاهرات يمنية متطرفة في السويد تخللها حرق لنسخ من القرآن الكريم.
مدير الصحيفة الأسبوعية لوران “ريس” سوريسو كتب: “لن نستلم أبدا”، مبررا قرار نشر الرسوم على غلاف العدد الجديد الذي سيتم توزيعه على الأكشاك الأربعاء، قبل ساعات من محاكمة شركاء الجهاديين الذين قضوا على هيئة التحرير في 7 يناير/كانون الثاني “2015.
وتعرضت المجلة الأسبوعية للتهديد عدة مرات بعد ذلك، حيث أضرمت النار في مقر هيئة تحريرها إلى ان تم الهجوم الإرهابي عليها في 7 كانون الثاني/يناير، وتم خلاله قتل عدد من أركانها، مما تسبب في صدمة عالمية وتظاهرات ضخمة في فرنسا.
كما تضمنت الصفحة الأولى من صحيفة شارلي إيبدو كذلك تحت عنوان “كل ذلك من أجل هذا” رسم كاريكاتوري للنبي محمد بقلم رسام الكاريكاتير كابو، الذي قُتل في هجوم 7 يناير 2015.
وذكرت هيئة التحرير في مقال نشر بنفس العدد “كثيرًا ما طُلب منا منذ يناير 2015، نشر رسوم كاريكاتورية أخرى لمحمد. لكننا كنا نرفض القيام بذلك، ليس لأن ذلك محظور، فالقانون يسمح لنا بذلك، ولكن لأنه يلزمنا سبب وجيه للقيام بذلك، سبب يحمل معنى ويضيف شيئًا ما إلى النقاش”.
فريق “شارلي إيبدو” أضاف: “أن إعادة نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية هذا الأسبوع الموافق لبدء محاكمة منفذي الهجوم الإرهابي في يناير 2015 يبدو أمر ضروري بالنسبة لنا”.
تزامناً، كشف وزير الداخلية الفرنسي، “جيرالد دارمانان” عن إدراج السلطات الامنية الفرنسية لـ 8132 شخص على قوائم الإرهاب، الذي اعتبره كأكبر خطر يواجه فرنسا حالياً وأن الأولوية اليوم، هي لمكافحة الأعمال الإرهابية، على حد قوله، مضيفاً: “لن نتوقف أبدا عن مطاردة أعداء الجمهورية”.
اقرأ أيضا: السويد: حزب متطرف دنماركي متورط بحرق نسخة القرآن
وتأتي تصريحات الوزير الفرنسي قبل أيامٍ قليلة فقط من بدء المحكمة الخاصة بالهجمات التي تعرضت لها مجلة شارلي إيبدو ومتجر يهودي في فرنسا عام 2015.
كما أشار “دارمانان” إلى تصاعد ما أسماه بـ “تهديدات أنصار الإسلام الراديكالي”، لافتاً إلى وجود تهديدات بوقوع عمليات إرهابية في الداخل الفرنسي، كاشفاً عن محاولات لبعض أنصار التيار الجهادي لخلق تأثير لهم في داخل فرنسا.
وكانت فرنسا قد شهت خلال السنوات الماضية، وقوع عدة عمليات إرهابية، كان أكبرها في مدينة نيس 2016، حيث دهس سائق شاحنة مجموعة كبيرة من المارة في أحد الطرقات، ما أدى إلى مقتل العشرات منهم.
كما اعتبر الوزير أن الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش قد يكون ساهم في التخفيف من حدة التهديدات القادمة من خارج الحدود، إلا أنه لا يجب أن يدفع باتجاه تراجع الاهتمام بهذه القضية وتخصيص المزيد من الجهود لمكافحتها.