أخبار العرب في أوروبا – حسام حميدي
أكثر من 20 عاماً، أجمع كل عشاق المستديرة على احترافية النجم الأرجنتيني، “ليونيل ميسي” وموهبته الاستثنائية، خاصة مع النجاح منقطع النظير داخل أسوار القلعة الكتالونية، في كامب نو، على المستويين الجماعي والفردي، والذي أدخله في منافسة قوية مع قطب الكرة الآخر لدى الغريم التقليدي، “كريستيانو رونالدو”.
ما لا يغيب عن أحد أن الإجماع على “ميسي” قد تخطى كل حدود المتوقع، خلال المواسم الخمس الأخيرة تحديداً، التي بدأ الكثير من عشاق النادي الكتالوني خصوصاً وعشاق كرة القدم عموماً، يعتبرون أن برشلونة هو “ميسي” و9 أصنام آخرين بالإضافة إلى الحارس “شتيغن”.
وبات فوز برشلونة يعتمد على الحالة البدنية والذهنية الخاصة بالبرغوث، على الرغم من عقد برشلونة صفقات بنصف مليار دولار خلال المواسم الأخيرة، ممثلة بـ “كوتينيو” و”ديمبلي” و”جريزمان”.
الحالة النفسية..
اليوم وبعد فضيحة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، والهزيمة بثمانية من بايرن ميونخ الألماني، وما تبعها من أزمة رحيل “ميسي” وإجباره قانونياً على البقاء في النادي لموسم إضافي، يبقى السؤال الأهم، هل سيكون “ميسي” في الموسم القادم هو ذات “ميسي” في المواسم العشرين الماضية؟، وأيهما يملك التأثير الأقوى على شخصية قائد البلاوغرانا، الولاء لقمصان النادي أم الرغبة في الرحيل؟.
الإجابة على تلك التساؤلات، قد يمكن إيجادها في عدة عوامل، الأول يرتبط بالحالة النفسية “لميسي”، والتي كثيراً ما تؤثر على حالته البدنية وأدائه في الملعب، وهو ما ظهر في الكثير من المباريات، بما فيها مباراة فريقه الأخيرة مع بايرن ميونخ، إلى جانب مبارياته مع منتخب بلاده، وبالتالي فإن بقاء “ميسي” مجبراً في برشلونة؛ قد يؤدي إلى حالة من عدم الرغبة في العمل مع الفريق كما كان الأمر في السابق.
فريق جديد..
أما العامل الثاني، فيرتبط بشكل العلاقة بين “ميسي” وإدارة النادي ممثلة برئيسه “بارتوميو”، والتي يحكمها شعور النجم الأرجنتيني بالغدر من قبل النادي، الذي رفض تفعيل شرط الرحيل المجاني، بحسب الاتفاق الموقع بينهم.
وبالتالي فمن المستبعد أن يشارك “ميسي” في صناعة أي نجاح يعزز موقع الإدارة الحالية، على أقل تقدير خلال الأشهر الأولى من الموسم القادم، قبيل إجراء انتخابات رئاسة النادي.
العامل الثالث، يتعلق بشكل خاص بالمدرب الجديد “رونالد كومان”، والذي يأتي إلى برشلونة بمهمة إنشاء فريق جديد، وهو ما قد يزعج “ميسي”، الذي اعتاد على أن يكون محور التشكيلة وحتى التعاقدات، وهنا تظهر إمكانية أن تسيطر الخلافات على العلاقة بين الرجلين، فعلى الرغم من تأكيد “كومان” أن “ميسي” هو محور اهتمامه، إلا أن الأخير يدرك بأن العلاقة مع مدربه الجديد لن تكون كسابقيه “أنريكيه” و”فالفيردي” و”سيتين”.
اقرأ أيضا: ميسي يقرر البقاء في برشلونة
كافة المؤشرات عملياً توحي بأن “ميسي” بات يعتبر أن علاقته مع برشلونة قد انتهت فعلياً، وأن الموسم القادم، ليس سوى إتمام لإجراءات الطلاق بينهما، على الأقل مع الإدارة الحالية، وهو ما سيؤثر أيضاً على مستواه في الملعب، ولاسيما أنه بقي مرتدياً قميص البلاوغرانا بقوة القانون وليس برغبته، فبقاءه مع النادي لم يكن نتيجة توصل إلى اتفاق ينهي الخلاف مع الإدارة وإنما بسبب دعم القانون لها ضد رغبة اللاعب، الذي لو امتلك فرصة آخرى أو مجال آخر لما بقي ضمن أسوار كامب نو.
إلى جانب كل تلك العوامل، فإن بلوغ “ميسي” سن 34 عاماً نهاية الموسم القادم، يخلق لديه قناعة بأن الوقت لا يسعفه لتلقي خيبات إضافية بسبب سوء إدارة برشلونة، خاصةً وأنه لا يرغب أبداً أن ينهي مسيرته الحافلة والاستثنائية بشكل لا يتناسب مع إنجازاته، وهنا لا بد من التعريج على أن برشلونة وحتى الآن لم يتخذ أي خطوات استثنائية أو غير تقليدية لمعالجة آثار خمسة مواسم سيئة، في ظل ما يحتاجه النادي إلى ثورة، ما يوحي بإمكانية وقوع الفريق ضحية موسم كارثي جديد.