تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

الإسبان ساخطون من عدد السياح الكبير في بلادهم

أخبار العرب في أوروبا- إسبانيا

تتزايد الحركات المناهضة للسياحة المفرطة في إسبانيا، ثانية الوجهات السياحية البارزة في العالم بعد فرنسا، الأمر الذي دفع السلطات إلى التحرك بهدف التوفيق بين راحة السكان وقطاع اقتصادي ذي أهمية بالغة.

هذه الحركات المناهضة للعدد الكبير من السياح في بلادهم والتي تبدأ من جزر البليار إلى جزر الكناري في المحيط الأطلسي، مرورا ببرشلونة وملقة وصولا إلى العاصمة مدريد، تشهد تزيادة مستمرا.

الكناري لن تعد تحتمل

وتحت شعار “لم تعد جزر الكناري تحتمل” انتشرت دعوة إلى التظاهر يوم غد السبت في جزر هذا الأرخبيل الواقع قبالة سواحل شمال غرب أفريقيا في المحيط الأطلسي، والشهير بمناظره البركانية وطقسه المشمس.

وهذا التحرك يرمي إلى وقف بناء مجمّعين فندقيين في تينيريفي، الجزيرة الرئيسية في الأرخبيل، ومراعاة السكان والبيئة في ظل الازدهار غير المنضبط للسياحة.

تقول مجموعة “جزر الكناري تستنزف”، التي دعت إلى التحرّك وسبق أن بدأ عدد من أعضائها إضرابا عن الطعام في الأسبوع الماضي للضغط على السلطات، إنّ “جزرنا كنز يجب الدفاع عنه”.

علما أنه في العام الماضي 2023 استقبلت جزر الكناري 16 مليون زائر، أي أكثر من عدد سكانها البالغ 2.2 مليون نسمة بسبع مرات.

ومعدل السياح هذا كبير جدا نظرا إلى الموارد المحلية، حسب ما يؤكده الناطق باسم المجموعة فيكتور مارتن، منددا بما يعتبره “تطورا انتحاريا”.

وهذا الغضب ليس محصورا في منطقة محددة، إذ ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة حركات كثيرة “مناهضة للسياحة” في مناطق أخرى ولاقت دعما كبيرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

تخويف السياح

في برشلونة وجزر البليار، علّق ناشطون لافتات مضللة عند مدخل بعض الشواطئ تشير بالإنكليزية إلى خطر “سقوط حجارة” أو التعرّض للسعات “قناديل البحر الخطِرة”، من أجل تخويف السياح.

وفي ملقة السياحية الواقعة في الأندلس (جنوب)، ظهرت ملصقات تحمل شعارات غير لائقة على جدران أماكن الإقامة السياحية وأبوابها مثل: “هذا كان بيتي” و”عُد إلى ديارك”.

ولعل من بين أبرز المشكلات التي يعاني منها الإسبان بسبب السياحة المفرطة، هي الضغط العقاري وانتشار أماكن تأجير السياح التي أجبرت عددا كبيرا من السكان على مغادرة مناطقهم باتجاه مراكز المدن، فضلا عن الضجيج والتلوث البيئي.

حد أقصى لاستيعاب السياح

وفي كتالونيا وعاصمته برشلونة، يواجه الإقليم جفافا تاريخيا حادا منذ ثلاث سنوات، مما يثير الضغط الذي تمارسه الفنادق في كوستا برافا على احتياطيات المياه حالة من الانزعاج، في حين وضعت السلطات المنطقة بأكملها تقريبا في حالة الطوارئ مطلع فبراير/شباط الماضي.

وكان نائب رئيس منظمة أرباب العمل “خوسيه لويس زوريدا” قال في تصريح سابق الشهر الجاري: “ثمة وجهات سياحية وصلت إلى الحد الأقصى من طاقتها الاستيعابية في استقبال السياح”.

وأضاف:”إنها مشكلة تظهر أحيانا في موسم الذروة وفي مناطق معينة من البلاد، ولكنها آخذة في التزايد”.

وكان العديد من السكان تحركوا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لمناهضة السياحة المفرطة، خصوصا بمدينة برشلونة.

اقرأ أيضا: لوموند : مسلمو فرنسا يشعرون بعدم الاستقرار ويفكرون بمغادرة البلاد

ولكن بعد مرحلة جائحة فيروس كورونا التي انخفض خلالها معدل السياحة في العالم كله، عاد السخط ليزداد بشكل كبير، في وقت سجلت إسبانيا خلال العام الماضي معدلا قياسيا من السياح تجاوز الـ 85 مليون زائر أجنبي.

وتؤكد السلطات بأن اتخاذ هذه القرارات ليس بالأمر السهل، لاسيما أن القطاع السياحي في البلاد يمثل 12.8% من الناتج المحلي الإجمالي و12.6% من الوظائف.

وهو ما يشير إلى أن عدد كبير من الأسر الإسبانية التي تعتمد على هذا القطاع الحيوي، لن تكون سعيدة في حال اتخاذ أي إجراءات غير ترحيبية بالسياح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى