أخبار العرب في أوروبا- البوسنة
تشكل دولة البوسنة الواقعة في منطقة البلقان طريقا لرحلات الكثير من المهاجرين الذين يسعون في الوصول إلى دول أوروبا الغربية.
لكن بعض من هؤلاء تقطعت بهم السبل في هذه الدولة التي يكون فيها الطقس خلال فصل الشتاء قارصا جدا، لتكون بمثابة مأساة جديدة تضاف لهؤلاء المهاجرين الذين في غالبيتهم يغادرون بلدانا تعصف بها حروب طاحنة.
ورغم وجود العديد من المخيمات المؤقتة للمهاجرين في غرب البوسنة، لكن لاتزال هذه المخيمات بعيدة جدا عن تأمين الدفء من البرد القارص، لا سيما أن الأسبوع الأخير ضربت المنطقة موجة من البرد وتساقط الثلوج، وفقا ما تؤكده هيئة الأرصاد الجوية في هذا البلد.
الخيم باتت عاجزة عن تحمل الكميات المتزايدة من الثلوج
في هذه المخيمات التي بالكاد تكون مرقعة بقطع الناليون ومدعمة بالعصي، باتت اليوم عاجزة عن تحمل الكميات المتزايدة من الثلوج التي اثقلت كاهل الخيم اولتي تأوي في داخلها أجساد اللاجئين المنهكة,
وبحسب ما أفادت به تقارير صحافية اليوم الاثنين، فإن الكثير من تلك الخيم في محيط بلدة “فيليكا كلادوسا” غرب البوسنة باتت رطبة وباردة، رغم محاولات إيقاد نار وتوفير دفئ ولو قليل داخلها، لكن دون جدوى، مضيفة بأن مخيما آخر في منطقة “بولي” بالقرب من “فيليكا كلادوسا”، فاجأت الثلوج المهاجرين الذين تركوا ملابسهم معلقة خارج الخيام لتجف ليجدوها مغطاة بالثلج، وكانت أحذيتهم أيضا مبللة كليا.
وتؤكد المصادر بأن الآلاف من المهاجرين يبقون لشهور وأحيانا لسنوات ممن علقوا في البوسنة، معظمهم في غرب البلاد المتجاورة لكرواتيا، عضو الاتحاد الأوروبي.
هؤلاء المهاجرون في غالبيتهم من دول عربية، لا سيما من الشرق الاوسط، إضافة لشمال إفريقيا حيث تشهد الكثير من دول هؤلاء حروبا مستمرة منذ عدة سنوات.
اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي يقرّ نظام عقوبات ضد منتهكي حقوق الإنسان في العالم
ورغم الحدود شبه المغلقة في كرواتيا وسلوفينيا، يواصل المهاجرون استخدام ممر البلقان بهدف الوصول إلى أوروبا الغربية بطرق غير قانونية، كذلك لا يزال الطريق الذي يمر من البلقان الأكثر رواجا ممكن يرغبون بالوصول إلى غرب القارة برا، لكن خطورة هذا الطريق لا تقل عن ركوب أمواج البحر.
فالكثير من دروب هذا المسار يمر عبر ممرات جبلية ووديان خطيرة، فضلا عن أنهار كثيرة تكون عائقا أمام سير المهاجرين، إضافة إلى ذلك فإن في هذا المسار مسافات طويلة تكون داخل الغابات التي تشكل خطورة كبيرة لمن يسلكها حيث لقي الكثير من المهاجرين حتفهم أثناء عبورها خلال السنوات الأخيرة.
كذلك غالبا ما يواجه المهاجرون خلال رحلة العبور من البوسنة إلى كرواتيا عمليات صد عنيفة على أيدي الشرطة الكرواتية، تجبرهم للعودة إلى البوسنة ليلاقوا أوضاعا إنسانية صعبة.
وكانت البوسنة، التي مرت بحرب مدمرة في التسعينيات، تعمل بجد لمكافحة تدفق المهاجرين على أراضيها، كذلك التدابير بشأن ملف الهجرة في البلاد، لكن لم ينجح السياسيون في التوصل لنهج أكثر شمولا للأزمة.ِ
وشهدت البوسنة منذ منتصف 2019 موجات من المهاجرين تُقدر أعدادهم بنحو 7 آلاف مهاجربهدف الوصول إلى كرواتيا للانتقال إلى دول غرب أوروبا، ويعاني قسم كبير منهم من ظروف حياتية قاسية وغير صحية، وفقا لمنظمات حقوقية.
وسبق أن وصفت مفوضة حقوق الإنسان في أوروبا “دونيا ميجاتوفيتش” العام الماضي بـ”العار” إبقاء البوسنة على هذه المخيمات، منددة بـ”أسوأ” مخيمات للمهاجرين في أوروبا.