تقاريردول ومدن

انتقادات لتباطؤ التلقيح في فرنسا.. وتحركات مضادة

أخبار العرب في أوروبا- وكالات

فيما الموجة الثانية من الإصابات بفيروس كورونا لم تمر، يبدأ اللقاح المضاد للفيروس بالانتشار على نطاق واسع في الدول الأوروبية، خصوصاً بريطانيا التي تجاوز عدد من تلقوا اللقاح مليون شخص، وألمانيا التي لقحت أكثر من مئتي ألف، فيما في فرنسا إلى الآن لم يتم تطعيم المئات، وهذا ما خلق لدى الفرنسيين حالة من عدم الرضا.

مصادر إعلامية رأت أن نهج فرنسا الحذر في طرح اللقاح ضد كوفيد-19 بشكل واسع، قد أدى إلى نتائج عكسية، حيث تم تطعيم بضع مئات فقط من الأشخاص بعد الأسبوع الأول من بدء عملية التلقيح، وأثار ذلك غضب الكثيرين من تعامل الحكومة مع جائحة فيروس كورونا المستجد.

يعقد الرئيس إيمانويل ماكرون اجتماعا خاصا مع كبار المسؤولين الحكوميين بعد ظهر اليوم الاثنين لمناقشة استراتيجية اللقاح وآخر التطورات المتعلقة بالأزمة الصحية.

ويرجع التلقيح البطيء إلى سوء الإدارة ونقص الموظفين خلال إجازات نهاية العام، بالإضافة إلى السياسة المنتهجة من قبل السلطات في الرد على شريحة واسعة من المشككين في اللقاحات.

رفض فرنسي

إلى ذلك أظهر استطلاع للرأي في فرنسا تناقض مواقف الفرنسيين حيال اللقاح ضد فيروس كورونا ما بين المتحفظين والمتحمسين.

  وكشف الاستطلاع الذي أنجزه معهد أودوكسا لحساب صحيفة لوفيغارو وقناة فرانس أنفو أن 58 في المائة من المستجوبين يرفضون الخضوع للتلقيح رغم الآمال الكبيرة التي يعلقها الفرنسيون على اللقاح من أجل التخلص من الفيروس. واعتبر رئيس المعهد غايل سليمان أن الاستطلاع يكشف عن مفارقة فرنسية غريبة ذلك أنه ” كلما استفاض العلماء والباحثون في الحديث عن مزايا التلقيح ضد فيروس كورونا وندرة الأعراض الجانبية السلبية على صحة الملقحين كلما ازداد حذر الفرنسيين منه”.

وحسب الاستطلاع فإن الفئة العمرية التي تتجاوز 65 سنة هي الأكثر ترحيبا وتجاوبا مع التلقيح حيث عبر 58 في المائة منهم على عزمهم على التلقح في أقرب وقت ممكن. فيما لم تتجاوز نسبة الترحيب باللقاح نسبة 32 في المائة في أوساط الفئة العمرية ما بين 35 و 49 سنة.

أيضا يظهر الاستطلاع نقطة مهمة أثارت استغراب المراقبين وتتمثل في أن النساء هن الأكثر تحفظا على التلقيح فهناك 65 في المائة من النساء اللواتي عبرن عن رفضهن الخضوع للتلقيح مقابل 54 في المائة من بين الرجال.

ورغم أن فرنسا تعد من أكثر البلدان استعمالا للتلقيح ضد الامراض والأوبئة وهي أيضا بلد باستور أول عالم يهتدي الى صنع اللقاح فان هناك تحفظ وخشية كبيرة من التلقيح في أوساط الفرنسيين

لجنة شعبية

في ذات السياق شكلت فرنسا اليوم الاثنين لجنة من 35 مواطنا بمهمة التعاون الوثيق مع خبراء الصحة في تنفيذ استراتيجية التطعيم الجارية لمواجهة وباء كورونا.

وتأتي هذه اللجنة تنفيذا لوعد قطعه رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون في خطابه يوم 24 نوفمبر الماضي “بغرض إشراك المواطنين بشكل أوسع” وبشفافية في مكافحة الوباء. وسوف يتم اختيار أعضاء هذه اللجنة الشعبية بواسطة عملية القرعة التي يتكفل بها “المجلس الاقتصادي الاجتماعي والبيئي” الفرنسي وفقا لمقاييس تتعلق بالسن والكفاءة والانتماء الجهوي واعتبارات أخرى.

تشكيل اللجنة، التي ستكون جاهزة يوم 10 يناير- كانون الثاني الجاري لتباشر عملها بعد ستة أيام، يطرأ في ظل انتقادات داخلية وأوروبية، من المفوضية الأوروبية، تأخذ على القائمين بالتطعيم ما تعتبره تباطؤا في تنفيذ استراتيجية التلقيح بالمقارنة مع دول أخرى أوروبية. وهو ما دفع الرئيس ماكرون إلى الأمر بتغيير الاستراتيجية فورا وتسريع عملية التطعيم قائلا “يجب التغيير فورا وبقوة”. وقال أيضا “لن أترك أحدا يتلاعب بالسلامة وبالظروف الحسنة التي يجب أن يجري في ظلها التطعيم”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى