أخبار العرب في أوروبا- بلجيكا
رفضت وزارة العدل البلجيكية الاعتراف بالمسجد الكبير في العاصمة بروكسل، وذلك بعد توجيه السلطات شبه لبعض القائمين الجدد على المسجد في قيامهم بالتجسس لصالح المغرب.
ونقلت وسائل إعلام محلية أمس الجمعة، عن وزير العدل البلجيكي “فنسنت فان كويكنبورن” تأكيده رفض منح اعتراف رسمي بـ”مسجد بروكسل الكبير”، مطالبا بضرورة تغيير الإدارة الحالية التي تنضوي تحت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا.
وكانت السلطات البلجيكية قد سحبت الاعتراف بالمسجد كدار عبادة في البلاد بعد أن “تبين أنه كان خاضعا لتأثير الحكومة السعودية المسؤولة عن نشر المذهب السلفي، الذي ينظر إليه على أنه ينشر التطرف”، على حد قول الوزير البلجيكي.
والاعتراف لا يجعل من دار العبادة مركزا تابعا للدولة في بلجيكا، إنما يؤمن له تسييرا إداريا معينا، مثل المساعدات المالية في حال العوز، أو تنظيم أعمال العاملين فيه وانخراطهم في النظام الضرائبي البلجيكي.
وأوردت المصادر عن الوزير قوله إن “الهيئات الأمنية في البلاد هي التي رفعت تقريرا يتهم بعض قادة الهيئة المشرفة على تسيير مسجد بروكسل الكبير بأنهم يخضعون لتأثير خارجي ويمنعون شيوع الإسلام المستقل في بلجيكا”.
وكانت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا قدمت عبر عميد المسجد الكبير في بروكسل، صالح الشلاوي، طلبا للاعتراف بالمسجد، من قبل جهاز أمن الدولة، لكن الأخير أعطى “موافقة سلبية”.
وفي بلجيكا تقتضي إجراءات الاعتراف بالمساجد وغيرها من دور العبادة المختلفة، ألا تكون خاضعة للتمويل الأجنبي أو أي شكل من أشكال التدخل من دولة.
وبحسب وزير العدل البلجيكي، فإن الشخصيات المشتبه بخضوعها للتأثيرات الخارجية “تسيطر على السلطة التنفيذية ( في المسجد) منذ سنوات”.
اقرأ أيضا: بلجيكا تعلن عن موعد بدء عمليات التطعيم ضد كورونا
ومسجد بروكسل الكبير الذي يقع في حي الاتحاد الأوروبي في العاصمة يعد أقدم مسجد في بلجيكا بني في العام 1879.
وأوكلت إدارته للسعودية منذ ستينيات القرن الماضي، لكن هذه الإدارة سحبت منها بقرار من السلطات البلجيكية بعد أن وجهت اتهامات للمسجد الكبير بدفع الشباب المسلم لاعتناق الأفكار المتشددة.
ورفضت إدارة المسجد تلك الاتهامات التي تزايدت خصوصا بعد أن قام تنظيم “داعش” بتجنيد بعض الشباب من أصول عربية ومسلمة في دول أوروبية للقتال إلى جانب التنظيم.
ومنذ نيسان/أبريل الماضي، تم تسليم إدارة المسجد، التي مولتها السعودية لعقود، إلى الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا. وكان هذا الأخير قد أنشأ إدارة مؤقتة بانتظار إيداع ملف الاعتراف الرسمي بالمسجد.
