أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
رفضت عائلة الأمير “عبد القادر الجزائري” المقاوم الشرس للاحتلال الفرنسي في الجزائر في القرن 19 أقامة تمثال له في فرنسا.
الرفض جاء على لسان محمد بوطالب رئيس مؤسسة “عبد القادر الجزائري”، وأحد أحفاد الأمير.
رئيس المؤسسة غير الحكومية ومقرها الجزائر قال في تصريحات صحافية اليوم الجمعة :”نرفض تشييد تمثال للأمير بفرنسا”، مبررا موقفه باعتباره أن فرنسا “غير جديرة بهذا التشريف وهي التي سجنته واحتجزته كرهينة”.
وأضاف بوطالب: “أعددنا عريضة إلكترونية لجمع توقيعات لرفض المقترح الوارد في التقرير الفرنسي، لأنه يصب في صالح فرنسا وليس الجزائر”، مشددا على أن “اسم الأمير الجزائري معروف عالميا ومكانته السياسية والنضالية لا تحتاج إلى تمثال في فرنسا التي احتلت بلاده 132 عاما”.
وأوضح بو طالب أن “فرنسا تزعم أن الأمير عبد القادر جاء إليها من أجل السياحة، لكن الحقيقة أنه تعرض في هذا البلد للسجن والاحتجاز كرهينة ومحاولات اغتيال مع سجناء آخرين”.
وفي تقرير صدر في الـ 20 من الشهر الماضي، سلّم المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا تقريرا للرئيس إيمانويل ماكرون بشأن حقبة استعمار الجزائر، وأوصى فيه بتشييد تمثال للأمير عبد القادر في فرنسا.
هذه التوصية من قبل ستورا اعتبرها كإحدى خطوات تصالح باريس مع ماضيها الاستعماري في الجزائر، غير أن الجزائريين اعتبروا مضمون التقرير لا يفي بالحد الأدنى مما يطالبون به باريس منذ الاستقلال سنة 1962 ولا يأخذ بعين الاعتبار مشاعرهم ومصالحهم.
اقرأ أيضا: المؤرخ الفرنسي “ستورا” ينفي أن يكون ضد اعتذار باريس للجزائر عن فترة الاحتلال
الجدير بالذكر أن الأمير عبد القادر الجزائري (1808 – 1883)، الذي قاد المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي لمدة 17 عاما خلال النصف الأول من القرن 19، قد تعرض لخيانة القادة الفرنسيين بعدما اتفق معهم على الرحيل عن البلاد إلى منفاه الاختياري في بلاد الشام بعد انهيار قواته في سنة 1847 مقابل تسليم نفسه وكبار مساعديه.
لكن الفرنسيين نكثوا العهد، وسرعان ما اقتادوه إلى فرنسا عنوة وسجنوه وأسرته وكبار قادته لغاية العام 1852 في قصر أمبواز، ومنهم من مات ودُفن في باحة القصر وقبورهم موجودة إلى اليوم بداخله، قبل أن يتم الإفراج عنهم جميعا والسماح لهم بالرحيل إلى دمشق حيث قضى الأمير بقية حياته وتوفي فيها عام 1883 عن عمر ناهز الـ 75 عاما، وفي العام 1965 تم نقل رفاته من دمشق إلى العاصمة الجزائر.