أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
دار جدل واسع في فرنسا خلال الأيام الماضية، بعد قيام بلدية مدينة ستراسبورغ بتمويل بناء مسجد يعود بالاساس لجميعة تركية رفضت التوقع على “ميثاق الجمهورية” الفرنسي.
ويوم أمس الأربعاء، اتهم وزير الداخلية الفرنسية” جيرالد دارمانان” رئيسة بلدية ستراسبورغ، “بتمويل تدخل أجنبي على الأراضية الفرنسية”.
هذا الاتهام جاء بعد موافقة “جين بارسغيان” يوم الاثنين الماضي على قرار بمنح بلدية ستراسبورغ لمنظمة “مللي غوروش” الإسلامية التركية مساعدة تزيد قيمتها عن 2.5 مليون يورو لبناء مسجد “أيوب سلطان” في المدينة.
الموافقة الصادرة عن مجلس بلدية ستراسبورغ، أثارت زوبعة في الساحة الفرنسية، كما قوبل هذا القرار بالرفض التام من قبل العديد من السياسيين.
وعقب صدور هذا القرار، اتهم جيرالد دارمانين، وزير الداخلية الفرنسي عمدة المدينة “بارسغيان”، بدعم مشروع تقوده “فيدرالية تدافع عن الإسلام السياسي”.
وكتب في تغريدة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر، أعرب دارمانين عن أسفه لدعم بلدية ستراسبورغ التابعة لحزب البيئة (الخضر) جمعية رفضت التوقيع على “ميثاق مبادئ الإسلام في فرنسا”، متمنيا أن “يتم التصويت قريبا على هذا القانون الذي يكافح الانفصالية وأن يتم إقراره”.
من جانبها قالت “بارسغيان” إن مجلس المدينة تبنى بأغلبية 42 صوتا مقابل 7 أصوات، قرار الإعانة هذا، في مشروع تبلغ قيمته أكثر من 25 مليون يورو.
اقرأ أيضا: السلطات الإسبانية تستجوب رئيس المفوضية الإسلامية بقضية “مكافحة الإرهاب”
وتمثل القيمة المعلنة حوالي 10% من مبلغ أعمال بناء المسجد وهي النسبة التي يمنحها مجلس المدينة منذ العام 1999 لدعم دور العبادة في ستراسبورغ. ومن المقرر أن يتم بناؤه من قبل شركة قطرية.
على صعيد متصل، ذكرت عمدة المدينة في تصريحات صحافية بأنّ مشروع بناء المسجد يعود إلى “حوالي عشر سنوات” وأنّ وضع الحجر الأساس تمّ في 2017 “بحضور سلفها (رولان ريس) والمحافظ (ممثّل الدولة) جان-لوك ماركس، وعدد من البرلمانيين”.
كما أكّدت أنّ البلدية وافقت على تقديم هذه المساهمة المالية “بشروط، هي تقديم خطة تمويل قوية وشفافة، وتأكيد صاحب المشروع على تمسّكه بقيم الجمهورية”.
والجمعية التركية”مللي غوروش” التي تشرف على بناء المسجد من بين الجمعيات التي لم توقع على” ميثاق الجمهورية” الذي ينص بشكل خاص على “مبدأ المساواة بين الرجال والنساء” وعلى “توافق” الشريعة الإسلامية مع مبادئ الجمهورية الفرنسية.
كما يشدد الميثاق على “رفض توظيف الإسلام لغايات سياسية” وعلى ضرورة “عدم تدخل” دول أجنبية في شؤون الجالية، بحسب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المغربي محمد موسوي.
وتم التوقيع من قبل ست هيئات في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية على هذا الميثاق بينما رفضت ثلاث هيئات التوقيع، حيث تعتبر الجمعيات الرافضة للميثاق بأن بعض مندرجات هذا الميثاق “تُضعف أواصر الثقة بين مسلمي فرنسا والأمة”.
كما اعتبرت أنّ “بعض العبارات (الواردة في الميثاق) تمسّ شرف المسلمين ولها طابع اتّهامي وتهميشي”.
يذكر أن منظمة “مللي غوروش” التركية القريبة والقريبة الإخوان المسلمين، تأسست منذ العام 1969، وتعد أكبر منظمة إسلامية تعمل في أوروبا.