أخبار العرب في أوروبا- بريطانيا
يعاني واحد من بين كل ثلاثة أشخاص أُصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا من أعراض الصحة العقلية، أو أعراض عصبية طويلة الأمد، بحسب ما كشفت عنه دراسة قامت بها جامعة “أكسفورد” البريطانية.
الدراسة التي نشرت نتائجها قبل عدة أيام، أكدت أن آثار فيروس كورونا على المصابين لا تقف عند حد الشفاء منه، بل تذهب أبعد من ذلك.
هذه الدراسة التي تعد أكبر دراسة من نوعها حتى الآن، تضمنت السجلات الصحية الإلكترونية لأكثر 236 ألف مريض بفيروس كورونا، ومعظمهم في الولايات المتحدة، حيث وجد مؤلفو الدراسة أن 34% منهم أصيبوا بأعراض عصبية أو نفسية في غضون ستة أشهر.
وأشارت الدراسة إلى أن من بين التشخيصات، كانت الاضطرابات الأكثر شيوعا هي القلق (17% من المرضى) واضطرابات المزاج (14%)، مشيرة إلى أنه بالنسبة لـ 13% من المرضى، كانت هذه الاضطرابات أول مرة يتعرضون فيها لمشكلة في الصحة العقلية.
وبحسب الدراسة فإن العواقب يمكن أن تكون أكثر خطورة إذا تم إدخال المريض في العناية المركزة. من بين هؤلاء، 46% تم تشخيصهم باضطراب عصبي أو نفسي في غضون ستة أشهر بعد شفائهم من الفيروس، إلا أنها لا تزال شائعة لدى أولئك الذين لم يبقوا في المستشفيات.
كما عانى 2.7% من الأشخاص الذين يحتاجون إلى العناية المركزة من نزيف دماغي مقارنة بـ 0.3% ممن لم يدخلوا المستشفى. ونحو 7% أصيبوا بسكتة دماغية مقارنة بـ 1.3% من المرضى الآخرين.
اقرأ أيضا: تداعيات الجائحة.. أكثر من مليوني إسباني يعيشون بمفردهم
ويقول القائمون على الدراسة إن النتائج تساهم في إنارة الطريق لكيفية استمرار أنظمة الرعاية الصحية في مساعدة الناجين من الفيروس، مؤكدين بأن كورونا لا يزيد بالضرورة من خطر الإصابة بنطاق كامل من الأمراض العصبية.
في السياق، يقول بول هاريسون، كبير مؤلفي الدراسة والعامل في جامعة أكسفورد، إنه إذا كان الخطر الفردي للاضطرابات العصبية والنفسية بسبب كورونا منخفضاً، فقد يكون التأثير الكلي على سكان العالم كبيراً، مضيفا أن “الكثير من هذه الأمراض مزمنة ويجب بالتالي توفير الموارد لأنظمة الرعاية الصحية وتلبية الاحتياجات الصحية الأولية والثانوية”.