أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا
بعد قرار وصف بالصادم من قبل السلطات الدنماركية حيث قامت بحسب الإقامة من أكثر من 100 لاجئ سوري خلال الأسابيع الأخيرة، بعد تصنيف الحكومة الدنماركية العاصمة دمشق كـ”مناطقة آمنة”، فإنه يبدو دولا أوروبيا قد تسير على خطى الدنمارك رغم الانتقادات الأممية ومنظمات حقوقية وإنسانية.
قبل عدة أيام وبتاريخ الـ 21 من أبريل/ نيسان الجاري، كشف تقرير نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة “تسايت” الألمانية أن الحكومة الاتحادية الألمانية تعمل هي أيضا على ترحيل لاجئين سوريين إلى بلدهم.
الصحيفة ذكرت بأنه السلطات ستبدأ بمرتكبي الجنايات والإسلامويين الخطيرين، مشيرة إلى أنه حسب التقديرات يعيش في ألمانيا آلاف من الأشخاص الواجب مغادرتهم البلاد حسب القانون.
يأتي هذا في وقت يعارض فيه نشطاء ومنظمات حقوق الإنسان رفع حظر ترحيل السوريين من ألمانيا إلى بلادهم، طالما بقي بشار الأسد على رأس النظام في سوريا.
وفي التقرير الذي نشرته الصحيفة الألمانية قالت إنها حصلت على ملف سري من 37 صفحة قدمته الخارجية الألمانية لوزارات الداخلية في الولايات، وخلص التقرير إلى أن الترحيل إلى سوريا لن يكون متوافقا مع اتفاقيات جنيف الخاصة باللاجئين.
ووفقا للتقرير السري فإن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان في كل سوريا، بغض النظر عن الحاكم أو المسيطر في هذا الجزء من البلد أو ذاك.
وحتى تتم عملية الترحيل إلى سوريا فإن هذا يتطلب التواصل مع السلطات في سوريا لتنسيق الأمر، لكن ألمانيا ليس لديها علاقات دبلوماسية مع النظام السوري في الوقت الحالي، غير أنه صدر في الأشهر الأخيرة تصريحات بإمكانية الترحيل إلى دول ثالثة كتركيا في حال موافقة الأخيرة.
حزب الخضر ينتقد
في السياق، نقلت الصحيفة تصريحا عن أحد الفاعلين في قرار حزب الخضر بما يخص السياسة الخارجية، عبّر فيه عن غضبة من خطط الحكومة الألمانية.
وقال المسؤول في الحزب إنه “منذ ثلاث سنوات يسوق الأسد وداعميه الروس أن سوريا آمنة وعندما تحاجج وزارت داخلية الولايات بهذه الطريقة فهي تبيض صفحة الأسد وتغسل جرائمه”، حسب وصفه.
وفي نهاية تقريرها، أكدت صحيفة “تسايت” بالقول: “ليس واضحا بعد الخطط الملموسة لعملية الترحيل من ألمانيا، ولكن يبدو واضحا من الآن أن الدنمارك لن تبقى وحيدة في هذه الخطوة. بالنسبة لألمانيا أيضاً لم يعد الترحيل إلى سوريا من المحرمات”.
اقرأ أيضا: “غير مبرر”.. الأمم المتحدة تنتقد قرار الدنمارك ترحيل لاجئين سوريين
وكان وزراء داخلية الولايات الألمانية قد قرروا في نهاية العام وقف قرار منع الترحيل إلى سوريا المعمول به منذ 2012، لكن تنفيذ عمليات الترحيل لايزال عائقا أمام السلطات الألمانية.
لكن وبعد هذا القرار كشفت صحيفة “دير شبيغل” عن تقرير سري لوزارة الخارجية الألمانية، يعتبر أن الوضع الأمني في سوريا “غير مستقر” وأن “الوضع الإنساني والاقتصادي لا يزال سيئا جدا”، وهو ما يجعل احتمال ترحيل لاجئين سوريين خلال الفترة القريبة مستبعد.
ومنذ العام 2017 تراجع نسبيا عدد السوريين الذي يقدمون طلبات لجوء في ألمانيا، لكن سوريا لا تزال تتصدر الدول التي يتقدم مواطنوها بطلبات لجوء في ألمانيا.
الدنمارك وترحيل اللاجئين السوريين
يعيش في الدنمارك حوالي 44 ألف سوري، ومنذ الصيف الماضي شرعت في عملية واسعة النطاق لإعادة النظر في كل ملف من ملفات 461 سوريا من العاصمة دمشق على اعتبار أن “الوضع الراهن في دمشق لم يعد من شأنه تبرير (منح) تصريح إقامة أو تمديده”.
ورغم أن الدنمارك لن تقوم في الوقت الحالي بترحيل اللاجئين الذين قامت بسحب الإقامة منهم لعدم وجود علاقات دبلوماسية مع النظام السوري، إلا أن السلطات ستقوم بنقل اللاجئين السوريين إلى معسكرات الترحيل حيث الأوضاع المعيشية صعبة بحيث يطلب اللاجئين بالعودة الطوعية إلى بلادهم.
ولغاية الآن، فإن الإجراء الذي اتخذته سلطات كوبنهاغن يعد الأول من نوعه تتخذه دولة من دول الاتحاد الأوربي، كذلك فإنه يتوافق مع أهداف رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسون التي لا تخفي نيّة بلادها الوصول إلى درجة “صفر طلب لجوء”، في الوقت الذي تشهد البلاد أقل عدد من طلبات اللجوء منذ 23 عاما.