أخبار العرب في أوروبا- فرنسا
فككت الشرطة الفرنسية صباح أمس الجمعة، أكبر مخيم للمهاجرين في مدينة كاليه الساحلية شمال غرب البلاد.
واستمرت عملية التفكيك نحو اربع ساعات للمخيم الذي يضم مئات المهاجرين من ضمنهم عشرات الأطفال، يعيشون ضمن ظروف صعبة، وفقا لما تؤكده جميعات حقوقية محلية.
وتقول السلطات إنه منذ عدة أشهر وجد حوالي 600 مهاجر، ملاذا في مستودعات (هنغارات) مهجورة كانت السلطات قررت هدمها.
في السياق، أعلن محافظ با دو كاليه لويس لو فرانك، أن الدولة ستنفذ قرار هدم هذه الأماكن اعتبارا من بعد ظهر الجمعة.
وكانت قد اندلع شجار عنيف ليلة الثلاثاء الماضي، بين 30 مهاجرا في المخيم وتسبب بوقوع عدة إصابات بينهم، فضلا عن اشتباكات جرت مع قوات الشرطة التي حاولت فض الشجار.
لكن السلطات تؤكد أن تفكيك هذا المخيم لا علاقة له بالحادث، إذ أن ذلك يأتي بناء على شكوى قدمها صاحب الأرض.
ونقلت السلطات من المخيم بحضور العشرات من رجال الشرطة 500 مهاجر، بينهم حوالي 30 طفلا (وفقا لأرقام المحافظة) في حوالي عشرين حافلة إلى مراكز استقبال في المقاطعة.
وأكدت المحافظة أنها قبل تنفيذ الإخلاء كانت نظمت دوريات “لتوفير المأوى للمهاجرين المهتمين في مختلف مراكز الاستقبال والإقامة في با دو كاليه”.
إلا أن ناشطا في منظمة “مراقبي حقوق الإنسان”، رفض الافصاح عن هويته، ذكر في تصريحات صحافية أن “الشرطة تعاملت بعنف مع المهاجرين، وبعضهم لم يتمكن من إحضار أمتعته الشخصية”.
وأضاف “كان من الصعب مراقبة عملية الإخلاء، لأنهم أبعدونا. رأينا من بعيد سحب دخان ورجال شرطة مدججون بالسلاح”.
وبحسب الناشط الحقوقي فإن الوضع يزداد صعوبة بالنسبة للمهاجرين في الفترة الأخيرة، معتبرا أن الدولة تنتهج سياسة قائمة على “الإيذاء الجسدي والنفسي للمهاجرين”، حسب قوله.
إلى ذلك، تقول جمعيات محلية في كاليه إنه يوجد حوالي 1500 مهاجر في المدينة، يعيشون في مخيمات عشوائية بانتظار فرصة العبور إلى بريطانيا.
اقرأ أيضا: لمنع تدفق اللاجئين .. دوريات إيطالية سلوفينية مشتركة على الحدود
لكن ظروف الحياة اليومية المتردية تدفع الكثير من المهاجرين إلى المخاطرة بحياتهم من أجل العبور إلى الضفة البريطانية.
ومنذ تفكيك مخيم ضخم في “كاليه” عام 2016، الذي كان يؤوي ما يصل إلى 9 آلاف شخص، تفرق المهاجرون في عدة مخيمات معظمها في ضواحي المدينة.
ودأبت السلطات الفرنسية بعد ذلك على تفكيك المخيمات العشوائية للمهاجرين في كاليه بشكل متكرر.
وخلال مايو/ أيار الماضي تم تسجيل رقم قياسي في أعداد المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا انطلاقا من كاليه حيث بلغ 568 شخصا، فيما وصل عدد المهاجرين إلى 2108 مهاجرين في أول أربعة أشهر من العام الجاري 2021 وهو ضعف عدد الواصلين في الفترة نفسها من عام 2020.