أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
عادت الخلافات الفرنسية البريطانية حول حقوق الصيد في بحر الشمال للواجهة مجددا، بعد أن شهدت خلال شهر مايو/ أيار الماضي تصعيدا خطيرا من قبل الطرفين.
وهدد رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس، أمس الثلاثاء، بإعادة النظر في “العلاقات الثنائية” مع بريطانيا، في حال لم يتم حل قضية “حقوق الصيد”.
وطالب كاستكس، الاتحاد الأوروبي بأن يكون “أكثر حزما” حيال بريطانيا.
وقال :”إذا لم يكن ذلك كافيا، سنضغط، لدفع البريطانيين لاحترام تعهداتهم وسنعيد النظر في كل الشروط المدرجة في الاتفاقيات التي أبرمت برعاية الاتحاد الأوروبي، بل كذلك بالتعاون الثنائي بيننا وبين المملكة المتحدة”.
رئيس الحكومة اعتبر كذلك، أن “بريطانيا لا تحترم التزاماتها بشأن “بريكست” ولا يمكن التسامح معها، محذرا أن التعاون الثنائي بين البلدين “في خطر”.
التهديد الفرنسي صدر كذلك من بون كليمان وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية في حديث إذاعي الثلاثاء، اعتبر فيه أن صبر فرنسا له حدود” في مواجهة سخط الصيادين الفرنسيين تجاه حقوق الصيد في بحر الشمال.
وقال الوزير إن بلاده قد تستخدم تتراجع عن بعض الامتيازات في تصدير الطاقة إلى بريطانيا كورقة ضغط على لندن لدفعها لتطبيق اتفاق الصيد في بحر الشمال .
وتابع “نتفاوض بطريقة هادئة” مع البريطانيين و”قمنا بدعم صيادينا عبر خطة حكومية بـ100 ألف يورو”، مضيفا “سألتقي بنظرائي الأوروبيين لبحث الموضوع وخلال الأيام القادمة سنتخذ إجراءات أوروبية أو وطنية لحماية مصالحنا”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان البريطانيون سيستجيبون لهذه الإجراءات، رد بون “لا. سندافع عن مصالحنا بطريقة دبلوماسية، لكن إذا لم ينجح الأمر يمكن أن نفكر مثلاً باعتماد المملكة المتحدة على توفيرنا للطاقة”.
وتابع “يعتقد البريطانيون إنهم يستطيعون العيش لوحدهم ومهاجمة أوروبا. وحين لا ينجحون في ذلك يعمدون إلى المزاودة والعنف”.
يذكر أن الاتفاق التجاري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ينص على أنه سُيسمح للصيادين الأوروبيين بصيد 75% من الكمية التي اعتادوا عليها في المياه البريطانية خلال المرحلة الانتقالية التي تقدر بخمسة أعوام ونصف. وبعد ذلك، سوف يتم تحديد الحصص سنويا.
اقرأ أيضا: فرنسا.. اعتقال طالب خطط لارتكاب قتل جماعي في مسجد ومدرسة
لكن الصيادين الفرنسيين اعربوا عن انزعاجهم من نظام الصيد الجديد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لأنه يطلب منهم تقديم أدلة ووثائق تثبت أنه سبق لهم الصيد في مناطق معينة للحصول على ترخيص لمواصلت الصيد.
يشار إلى أن تفجر الخلاف الفرنسي البريطاني الجديد، يأتي بعد أقل من أسبوعين على سعي لندن لطفي صفحة الخلاف مع باريس بشأن “صفقة الغواصات” التي اعتبرتها فرنسا بمثابة “طعنة في الظهر”.
وأثار تخلي أستراليا عن صفقة ضخمة لشراء غواصات تعمل بالديزل من فرنسا لصالح غواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية غضب الرئيس إيمانويل ماكرون، خاصة وأنه تم التوصل إلى الاتفاق من خلال محادثات سرية سهلتها بريطانيا.