أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
منذ رفع أذان صلاة الجمعة الأسبوع الماضي عبر مكبرات الصوت في مدينة كولونيا في ولاية شمال الراين-فيستفالن الألمانية، يواصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” انتقاده لعمدة المدينة هنرييت ريكير لسماحها للمساجد بهذا الإجراء.
وقال ماتياس بوشجيس، نائب المتحدث باسم الحزب المتطرف في بيان، اليوم الأربعاء، إن “رفع آذان صلاة الجمعة عبر مكبرات الصوت يعطي انطباعا بأن ألمانيا ليست بلدا مسيحيا، بل بلدا مسلما، وهذا غير صحيح”.
من جهتها، قالت بياتريكس فون ستورتش، نائبة المتحدثة الفيدرالية باسم الحزب في تغريدة عبر توتير، إن”حزبها يعارض بشدة هذا القرار”.
وكانت سلطات مدينة كولونيا قد أعلنت يوم الخميس الماضي، عن مشروع يمتد على مدى عامين، سيُسمح بموجبه (عند الطلب) لمساجد المدينة التي يبلغ عددها 45 مسجدا برفع آذان صلاة الجمعة بواسطة مكبرات الصوت، وفق شروط معينة من بينها أن يكون مستوى الصوت ليس مرتفعا جدا، وكذلك مدة الأذان لا تتجاوز 5 دقائق.
وسبق أن وصفت عمدة المدينة “ريكير” هذا المشروع بأنه”مؤشر على القبول المتبادل للأديان، والتزام بالحرية الدينية التي يضمنها الدستور الألماني”، مشددة على أن “المواطنين المسلمين يعتبرون جزءا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي لكولونيا، وكل من يشكك في ذلك، إنما يشكك في هوية المدينة وروح تعايشنا السلمي”.
اقرأ أيضا: ألمانيا: ارتفاع حاد في عدد المهاجرين الواصلين عبر بيلاروسيا
ووفقا للمعلومات الأولية، فإنه ستتم مراقبة ومرافقة هذا المشروع عن كثب من قبل مدينة كولونيا، وبعد عامين حين انتهاء الفترة التجريبية للمشروع، سيتم إجراء تقييم شامل للتجربة من أجل اتخاذ قرار نهائي بشأنها. بحسب وسائل إعلام ألمانية.
لكن حركات معادية للإسلام والمهاجرين في ألمانيا وفي مقدمتها حزب” البديل” المتطرف، انتقدوا بشدة قرار العمدة ريكير، بحجة أن هذا يعتبر علامة أخرى على “أسلمة ألمانيا”.
يشار إلى أن مدينة كولونيا تعد واحدة من أكبر المدن في ألمانيا، وتضم أكثر من 120 ألف مسلم، أي ما يقرب من 12 % من إجمالي سكان المدينة.
وفي معظم الدول الأوروبية يمنع رفع الأذان عبر مبكرات الصوت، ويكون الأذان ضمن المسجد فقط، لكن هناك بعض المدن الهولندية والنرويجية والسويدية تسمح برفع الأذان عبر المكبرات الخارجية، ويكون في الغالب لصلاة الظهر أو العصر، فضلا عن صلاة الجمعة وهي مبادرات جاءت قبل بعض بلديات تلك الدول، كما حصل في مدينة كولونيا الألمانية لتكون أول بلدية في البلاد تسمح برفع الأذان عبر مبكرات الصوت.
