أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
دخلت المفاوضات بين الأحزاب الألمانية لتشكيل أول حكومة ما بعد عهد أنغيلا ميركل، مرحلة صعبة، حيث تواجه المفاوضات نقاط توتر حول المناخ وحقيبة المالية.
ويخوض الحزب الاشتراكي الديمقراطي “يسار وسط” الفائز بالاقتراع التشريعي، مفاوضات مكثفة منذ أكثر من أسبوع لتشكيل ائتلاف حاكم جديد مع حزبي الخضر “يسار” والديمقراطي الحر “يمين وسط”.
وقال المدير التنفيذي الفيدرالي للخضر مايكل كيلنر “نرى تقدما ضئيلا جدا في الوقت الحاضر فيما يتعلق بجوهر” السياسة الواجب اتباعها، خصوصا على صعيد المناخ.
وتابع في رسالة موجهة إلى جمعيات الدفاع عن البيئة المتخوفة من التنازلات التي تعتبر أن الحزب قدمها بسهولة كبيرة، أن “الوثيقة الاستكشافية (التي تسبق اتفاق الائتلاف) تفتقر للأسف في بعض مقاطعها إلى الوضوح الضروري”.
بدورها، قالت الرئيسة المشاركة للخضر المرشحة السابقة للمستشارية أنالينا بيربوك صباح الجمعة: “لا يمكننا حتى الآن أن نقول متى يصبح (اتفاق الائتلاف) جاهزا لأنه لا يمكننا حتى الآن القول إننا أنجزنا العمل حول المشاريع المحورية”.
وحذرت بيربوك فيما كان مؤتمر الأطراف حول المناخ منعقدا “لم نصل إلى حدّ يسمح لنا بالقول إننا متجهون نحو هدف”.
وأضافت: “إذا كان يتحتّم علينا أخذ حماية المناخ بجدية”، فلا بدّ من أن يظهر جميع الأحزاب ذلك، وليس أنصار حماية البيئة وحدهم.
وأشارت بيربوك تحديدا إلى قطاع النقل الذي يعاني من “تأخير كبير” على صعيد التحول البيئي، لا تسمح المفاوضات الحالية بمعالجته بحسب قولها.
وتنازل الخضر حتى الآن عن عدد من مطالبهم، ولا سيما طلب فرض حد أقصى للسرعة على الطرقات العامة، وهو أحد وعود برنامجهم الانتخابي. غير أنهم نجحوا في انتزاع تقريب مهلة التخلي عن الفحم إلى 2030 عوضا عن 2038 المقررة أساسا.
في هذا السياق، كشفت تقارير صحافية ألمانية أن ثمة خلافات أخرى أيضا بين الخضر والليبراليين الذين حلوا في المرتبة الرابعة في الانتخابات والمصممين على الوصول إلى السلطة بعدما تخلوا عام 2017 عن التحالف مع المحافظين بزعامة ميركل.
ويسعى رئيس الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندر جاهدا للحصول على هذه الوزارة، وهو الهدف الذي يسعى إليه أيضا الرئيس المشارك للخضر روبرت هابيك.
ويبدو أن الليبراليين مصممون على خوض معركة من أجل هذه الوزارة، محذرين بأن عدم تعيين زعيمهم على رأسها سيكون بمثابة “صفعة”، بحسب تعبير أحد قادة الحزب فولفغانغ كوبيكي.
لكن الخضر يتخوفون من ترك هذا المنصب لليبراليين المتمسكين وفق اعتبارهم بنهج الصرامة المالية القصيرة المدى، محذرين بأن كلفة أزمة المناخ قد تكون هائلة على المدى البعيد.
واستشهد أحد مفاوضي الخضر كونستانتين فون نوتز بسفينة تايتانيك لوصف المأزق الحالي، فأورد في تغريدة حوارا وهميا بين شخصين على متن السفينة الغارقة، “يقول أحدهما: علينا أن نتفادى كتلة الجليد، فيجيب الآخر: ماذا تعطوننا مقابل ذلك؟”.
وبعد فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بفارق ضئيل في الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر/أيلول، بدا الطريق مرسوما لقيام أول ائتلاف مع أنصار البيئة وليبراليي الحزب الديمقراطي الحر، المصممين على المشاركة في حكومة بعد سنوات طويلة في المعارضة.
لكن يبدو أن المفاوضات بدأت تتعثر وبات إنجاز العملية بحلول نهاية نوفمبر/تشرين الثاني قبل انتخاب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز في منصب المستشار، هدفا صعب التحقيق.
اقرأ أيضا: كواليس تشكيل الائتلاف الحكومي في ألمانيا.. مئات المفاوضين و15 منصبا وزاريا
هذا الأمر دعا حزب الخضر الذي حل في المرتبة الثالثة في الانتخابات بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي والمحافظين من تحالف الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي، إلى توجيه تحذير في الأيام الماضية حول المسار الذي تسلكه مجموعات العمل الـ22 والخبراء الـ300 المكلفين صوغ اتفاق الائتلاف.
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي، قد دخل في محادثات استكشافية مع حزبي الخضر والديمقراطي الحر في وقت سابق من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي استمرت أسبوعا وأسفرت عن ورقة توافق مبدئي على سياسات الحكومة الجديدة.
وفي الـ18 من الشهر نفسه، أعلن عن التوصل إلى موافقة الخضر والديمقراطي الحر في الدخول في مفاوضات ائتلاف حكومي بقيادة الاشتراكي.
ونصت الورقة على أن الائتلاف الجديد “سيكون أكبر مشروع تحديث صناعي تنفذه ألمانيا على الأرجح لأكثر من 100 عام”، وفق ما ذكره مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتز.