الغياب المرضي وسلاسل التوريد وتكلفة المعيشة.. أزمات تضرب اقتصاد بريطانيا
أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
يقول “ألبيش باليجا” كبير الاقتصاديين في مجموعة الضغط التجارية الرئيسة في بريطانيا “سي بي آي”، إن هناك مشكلات تخيم على التوقعات الاقتصادية البريطانية من أبرزها “الغياب المرضي وتعطل سلاسل التوريد وأزمة تكلفة المعيشة للعائلات”.
كلام ” باليجا ” يأت على الرغم من تجاوز الاقتصاد البريطاني مستوياته ما قبل الوباء لأول مرة، بعدما سجل نموا قويا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وفقا لبيانات صدرت عن مكتب الإحصاء البريطاني الخميس.
وقال المكتب في تقريره”يقدر نمو الناتج المحلي الإجمالي بـ0.9 في المائة في نوفمبر/شرين الثاني الماضي، وهو أعلى من مستوى ما قبل الجائحة للمرة الأولى”، موضحا أن ” الاقتصاد البريطاني أعلى 0.7 في المائة من المستوى الذي سجله في فبراير شباط 2020″.
في هذ االسياق، اعتبر وزير المال ريشي سوناك الخليفة المحتمل لرئيس الوزراء بوريس جونسون الذي يواجه أزمة متعددة الأوجه حاليا، خصوصا خرقه تدابير الإغلاق الأول في المملكة المتحدة أنه “من المدهش أن نرى حجم الاقتصاد يعود إلى مستويات ما قبل الوباء في تشرين الثاني /نوفمبر، وهو دليل على عزيمة الشعب البريطاني وتصميمه”.
وحض سوناك البريطانيين على ضرورة اتباع قواعد التباعد الاجتماعي، وتلقي الجرعات المعززة من اللقاح للمساعدة في حماية الانتعاش الذي سجله الاقتصاد”، و قال “لدينا جميعنا دور حيوي نؤديه لحماية الأرواح والوظائف، وأنا أحض الجميع على القيام بدورهم من خلال الحصول على الجرعات المعززة من اللقاحات المضادة لكوفيد في أقرب وقت ممكن”.
لكن سامويل تومس كبير الاقتصاديين في مؤسسة “بانثيون ماكروإيكونومكس” أشار إلى “انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بشكل شبه مؤكد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مع بقاء السكان في المنزل في مواجهة لانتشار المتحور أوميكرون”.
من جهته، حذر اتحاد تجار البيع بالتجزئة البريطاني الأسبوع الماضي من أن القيود المفروضة لمواجهة “أوميكرون” قضت على كثير من الانتعاش الأخير الذي شهدته المتاجر في المملكة المتحدة.
وتمكنت متاجر السوبرماركت في المملكة المتحدة من تجنب تداعيات كبيرة مع مساهمة “أوميكرون” في زيادة تنظيم الاحتفالات في المنزل.
ورفعت سلسلة “تيسكو”، أكبر متاجر التجزئة البريطانية، الخميس الماضي توقعات أرباحها السنوية بعدما سجلت زيادة في المبيعات 3.2 في المائة خلال فترة عطلات نهاية العام.
وشهد نوفمبر/تشرين الثاني أداء قويا في مختلف المجالات الاقتصادية في بريطانيا، فيما جاءت نتائج قطاعات الخدمات والانشاءات والتصنيع على نحو أفضل من التوقعات.
إلى ذلك، يتوقع خبراء الاقتصاد انكماش الاقتصاد البريطاني في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني الجاري، نظرا لأن جائحة كورونا دفعت المستهلكين إلى إلغاء كثير من المناسبات وغياب موظفي الشركات على نحو غير مسبوق.
ونقلت “بلومبيرج” عن دين تيرنر خبير الاقتصاد في مؤسسة “يو.بي.إس جلوبال” لإدارة الثروات قوله إن “الاقتصاد البريطاني كان في حالة جيدة عندما أقبلت الموجة الأخيرة من الجائحة، وأضاف “نرجح أن يكون يناير /كانون الثاني شهرا ضعيفا آخر، لكننا نتوقع أن يتعافى الاقتصاد بسرعة معقولة في وقت لاحق”.
غياب الموظفين يزيد من حجم الخسائر
من جهة ثانية، كشفت دراسة نشرتها الأحد الماضي، صحيفة “صنداي تايمز” أنه من المحتمل أن يؤدي نقص الموظفين الناجم عن وباء كورونا والعزل الإلزامي إلى خسائر قدرها 35 مليار جنيه إسترليني (48 مليار دولار) في الإنتاج خلال شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط 2022.
اقرأ أيضا: ضربة جديدة لقطاع الطاقة.. ارتفاع أسعار الكهرباء في ألمانيا وفرنسا
الدراسة التي أجراها مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال أظهرت أن الخسارة المتوقعة تعادل 8.8 % من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك استنادا إلى افتراضات التخطيط الحكومية بناء على معدل غياب بنسبة 25%.
ورغم ذلك، أفاد مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال بأن الكثير من الخسائر في الإنتاج يمكن تعويضها خلال الفترة المتبقية من العام.
وكان التقدير الأكثر تحفظا الذي يفترض نسبة غياب 8% (أي ثلاثة أضعاف المتوسط الموسمي ) يمكن أن يؤدي إلى خسارة في الإنتاج تبلغ 10.2 مليار جنيه إسترليني، أي 2.6 % من الناتج المحلي الإجمالي.
يشار إلى أن الإصابات المتزايدة الناجمة عن المتحور أوميكرون شديد العدوى، تؤدي بشكل كبير إلى الضغط على نظام الرعاية الصحية وقطاع الأعمال في المملكة المتحدة، مع تزايد أعداد الموظفين المتغيبين بسبب الإصابة أو العزل.