أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
برأت محكمة في العاصمة الفرنسية قبل عدة أيام، شرطي فرنسي مسلم، بعدما وجهت له تهمة”التطرف”، وتم طرده من العمل عدة أشهر، دون أدلة واضحة تدينه، بحسب ما ذكرت المحكمة في قرار تبرئة الرجل.
ويأتي هذا القرار بعد مرور نحو عامين ونصف على هذا الاتهام، الذي بدأ بعد الجريمة التي تعرض لها مقر للشرطة الفرنسية في باريس بتاريخ 3 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وأدت لمقتل 4 عناصر، من قبل شرطي فرنسي اعتنق الإسلام.
لكن بعد جريمة القتل تم الإبلاغ عن شرطي مسلم يعمل في المقر نفسه وتم نقله إلى مهمة أقل حساسية، قبل أن يتم توقيفه عن العمل لمدة 4 أشهر للاشتباه في تطرفه.
محامي المتهم قال بعد صدور قرار المحكمة الذي برأ الشرطي “هيرفي” : “يسعدنا أن المحكمة الإدارية لاحظت عدم الشرعية الواضحة لقرارات وزير الداخلية”، مستنكرا “البطلان المطلق للأدلة التي اعتمد عليها وزير الداخلية لإدانة الشرطي”.
وكان “هيرفي” البالغ 41 عاما، شرطيا منذ عام 2004، وعمل منذ يونيو/ حزيران 2019 في الملف القضائي الوطني للمجرمين الإرهابيين في الشرطة القضائية بباريس.
وبعد جريمة أكتوبر 2019 عندما قام موظف بتكنولوجيا المعلومات في مقر شرطة باريس بقتل أربعة من زملائه، وجد النقيب “هيرفي” نفسه من بين الضباط الذين تم إصدار تقرير ضدهم داخليا، لأنهم يشكلون خطرا بسبب التطرف.
وسُحب منه سلاح الخدمة الخاص بعد أسبوع من حدوث الجريمة، قبل أن يتم إيقافه عن العمل بأمر من وزارة الداخلية بين 28 أكتوبر/ تشرين 2019و 28 فبراير/ شباط 2020، ولكن تم نقله كرئيس لمجموعة الاحتيال الضريبي بدلا من عمله الأساسي المتعلق بالملف القضائي للمجرميين الإرهابيين.
وأكدت محكمة باريس الإدارية في قرار براءة الشرطي، بأن القرارات الصادرة بحق” هيرفي” لا أساس لها من الصحة.
اقرأ أيضا: فرنسا.. المرشح المتطرف “زمور” ينتقد المساعدات الاجتماعية
وأضافت المحكمة بأن تقريرا تم إعداده في 7 أكتوبر 2019 من قبل رئيس النقيب المتهم، أكد أنه ذو “سلوك ديني يتناسب مع شخصيته وطريقة خدمته الصارمة تماما، والتي لا تقبل أي تنازلات، دون أي يكون هناك أي تطرف”.
كما أشارت المحكمة إلى أن التقرير الصادر بعد وقوع الجريمة يؤكد بأنه “لم يلاحظ على الشرطي سوء سلوك مهني”.
وكان ميكايل آربون (45 عاما) خبير الكمبيوتر في دائرة الاستخبارات في باريس، قد قتل بسكين ثلاثة شرطيين وشرطية في هجوم استمر 30 دقيقة وانتهى بمقتله عندما أطلق عليه الرصاص شرطي آخر وأصابه في الرأس.
وحسب المحققين فإن المنفذ قد اعتنق الإسلام قبل نحو 10 سنوات من تاريخ ارتكاب جريمته، وتبنى أفكارا متطرفة.