أخبار العرب في أوروبا – إيطاليا
عثرت الشرطة الإيطالية عن طريق الصدفة نهاية الأسبوع الماضي، على جثة متحللة لمُسنة إيطالية في داخل منزلها.
وأحدث العثور على المسنة السبعينية جثةً متحللةً على كرسيها بعد أكثر من عامين على وفاتها، صدمة في البلاد، وأثار جدلا حول الوحدة التي يعيش فيها كبار السن.
وتم العثور على جثة “مارينيلا بيريتا” التي لا أهل لها على قيد الحياة، جثة داخل منزلها في بريستينو قرب بحيرة كومو في مقاطعة لومبارديا شمال إيطاليا يوم الجمعة الماضي.
ووفق ما ذكرت تقارير صحافية محلية، فإن جيرانها لم يعد يرونها منذ ما لا يقل عن عامين ونصف العام، مشيرة إلى أن عناصر الشرطة اكتشفوا بقايا من جثتها المتحللة عند حضورهم إلى المكان بعد تلقيهم تنبيها حول خطر سقوط أشجار في حديقتها.
واعتقد جيران بيريتا الذين لم يروها منذ سبتمبر/ أيلول 2019 أنها غيّرت مكان إقامتها في بداية انتشار وباء فيروس كورونا الذي اجتاح إيطاليا أوائل العام 2020.
ولم تعثر الشرطة في المكان على أي دليل يمكن أن يشير إلى وفاة مشبوهة. وينبغي على بلدية بريستينو أن تتحمّل تكاليف الدفن، بحسب المصادر.
في السياق، قالت وزيرة الأسرة الإيطالية “إيلينا بونيتي” في منشور لها على فيسبوك يوم الاثنين الماضي، إن ما حدث لمارينيلا بيريتا “يهز الضمائر”، مضيفة أن “المجتمع الذي يريد أن يبقى متّحداً من واجبه أن يتذكّرها وهي على قيد الحياة”.
وتابعت:” علينا الكف عن حصر آفاقنا بدائرة معارفنا الضيقة ويجب البدء مرة جديدة بالاهتمام بالروابط التي تجمعنا (…) لا ينبغي أن يبقى أحد وحيداً”.
فيما كتبت صحيفة “إل ميساجيرو” أنّ “الغموض الذي لفّ حياة مارينيلا خلف بوابة منزلها المغلقة يعلّمنا درساً فظيعاً. ويتمثّل الحزن الحقيقي لا في عدم معرفة الآخرين بوفاتها، بل في أنهم لم يتنبهوا إليها خلال حياتها”.
بدوره، اعتبر الصحافي “ماسيمو غراميليني” في مقال نشره في صحيفة “كورييره ديلا سيرا” الأكثر مبيعاً في إيطاليا أنّ مارينيلا بيريتا كانت “تجسّد الوحدة”.
اقرأ أيضا: “على وشك الاختناق”.. اعتقال شخصين بالنمسا حاولا تهريب 40 مهاجرا ضمن صندوق
وأضاف “لا يزال لدى الكثيرين من بيننا ذكريات عن العائلات الكبيرة في الريف الإيطالي. وبدل ذلك، تقلص حجم الأسر المعاصرة … يموت الأشخاص بمفردهم. ونحن نعيش بمفردنا كذلك، وهذا الأمر أسوأ”.
ويعيش في إيطاليا نحو 40% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاماً بمفردهم، وفق تقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصاء، وتمثّل النسبة نفسها أشخاصاً ليس لديهم أقارب أو أصدقاء يلجؤون إليهم عند الحاجة.
جدير بالذكر أن هذه الحوادث تتكرر في العديد من الدول الأوروبية، من بينها ما حصل لرجل هولندي خمسيني حين عثرت الشرطة نهاية يوليو/ تموز 2020، على جثة الرجل في شقته بمدينة “أسن” شمال شرق هولندا، بعد مرور أكثر من عام على وفاته، دون أن يشعر أحد بغيابه.
كذلك في النرويج حيث عثر في أبريل/ نيسان 2021 على جثة رجل في الستينيات داخل منزله بعد مرور 9 سنوات على وفاته.
وفي فرنسا هذه الحوادث تتكرر بكثرة مقارنة مع غيرها من الدول الأوروبية، لكن من أغربها، العثور على جثة رجل مُسن بالصدفة في شقته بمدينة “نانت” بعد 11 عاما على وفاته وكان ذلك عام 2019، بينما توفي الرجل في عام 2008.