اقتصاد واعمالتقارير
أخر الأخبار

في حال حظر الغاز الروسي.. تحذير من أضرار اقتصادية غير مسبوقة تهدد ألمانيا

أخبار العرب في أوروبا- ألمانيا

تتجه الأمور إلى إمكانية وقف توريد الغاز الروسي إلى ألمانيا، بعد رفض برلين الطلب الروسي دفع واردات الغاز بالروبل.

لكن ما هي المخاطر التي قد تواجه ألمانيا في حال وقف الغاز الروسي لاسيما أن ألمانيا سبق وأن أكدت أنها تحتاج لنحو 3 سنوات على الأقل لإنهاء اعتمادها الكامل على الغاز الروسي.

وكانت ألمانيا تعتمد قبل الحرب الأوكرانية بنحو 55% من احتياجاتها من الغاز على روسيا، لكن هذا الرقم انخفض للنصف مؤخرا، وفقا لمسؤولين ألمان.

في هذا السياق، حذر “مارتن برودرمولر” رئيس شركة “باسف” الألمانية العملاقة للصناعات الكيماوية، من وقوع أضرار اقتصادية غير مسبوقة لألمانيا حال حظر واردات الغاز والنفط من روسيا أو غيابها لفترة طويلة.

“برودرمولر” قال في تصريحات لصحيفة “فرانكفورتر ألجماينه زونتاجس تسايتونج” الألمانية اليوم الجمعة: “قد يؤدي ذلك إلى دخول الاقتصاد الألماني في أسوأ أزمة له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”، معتبرا أن هذا “يهدد وجود العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص”.

كما رفض الدعوات إلى مقاطعة أوروبية لواردات الطاقة الروسية، وقال في هذا الصدد :”هل نريد تدمير اقتصادنا بالكامل أمام عيوننا؟. ما بنيناه على مدار عقود؟!. أعتقد أن مثل هذه التجربة ستكون غير مسؤولة”، مشيرا إلى أن العديد من المواطنين في ألمانيا يستهينون بمخاطر مثل هذه المقاطعة.

وشدد “برودرمولر” بالقول:”لا يمكن التخلي الكامل عن واردات الغاز الطبيعي الروسي في ألمانيا إلا على المدى المتوسط”، موضحا :”إذا كنا نريد التعجيل، يمكننا أن نفعل ذلك في غضون أربع إلى خمس سنوات”.

وأضاف أنه لا يمكن زيادة واردات الطاقة من جهات أخرى، مثل الغاز المسال من الولايات المتحدة، “بضغطة زر”.

واعتبر أن عواقب نقص الغاز لا يمكن تعويضها بالإعانات أو المساعدات المالية، مشددا على أن الدولة لا تستطيع تحمل مثل هذه المبالغ الكبيرة.

وقال رئيس “باسف” : “الأبعاد التي نتحدث عنها هنا أكبر بكثير مما كانت عليه عند اندلاع جائحة كورونا”، معربا في تصريحاته عن خشيته من حدوث خفض في الإنتاج، حتى في أكبر مصنع لشركته بمقرها الرئيسي في مدينة لودفيجسهافن”.

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه كل من فرنسا وألمانيا أمس الخميس أنهما “يستعدّان” لاحتمال توقف روسيا عن تسليم الغاز.

وأكدت برلين وباريس رفضهما لدفع ثمن إمدادات الغاز الروسي بالروبل، وهو ما يطالب به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس خلال مؤتمر صحافي الخميس في برلين “تنص العقود على أن المدفوعات تُسدّد باليورو وأحيانا بالدولار”، مضيفا: “قلت للرئيس الروسي بوضوح أن الأمر سيبقى كذلك” وأن “الشركات ترغب في التمكن من الدفع باليورو وستفعل ذلك”.

وكانت ألمانيا أعلنت الأربعاء تفعيل المستوى الأول من خطتها الطارئة ”المبكرة” لضمان إمدادها بالغاز الطبيعي في مواجهة التهديد بتوقف الإمدادات الروسية.

وقال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك في مؤتمر صحافي إن “خلية أزمة شكلت الآن ضمن الوزارة” للإشراف على الوضع، فيما رفضت مجموعة السبع الطلب الروسي للمدفوعات بالروبل.

اقرأ أيضا: باريس وبرلين تستعدان لاحتمال وقف إمدادات الغاز الروسي

وأوضح أن هذه الخطة الطارئة تشمل ثلاثة مستويات إنذار وفي هذه المرحلة فإن “أمن الإمدادات” بالغاز مضمون في ألمانيا والخزانات ممتلئة حاليا بنسبة 25%.

وأضاف أن “الغاز والنفط يصلان حاليا وفقا للطلبيات” و”الاجراء المتخذ اليوم هو مسألة وقائية”، وتابع: “إلا أننا يجب أن نتخذ إجراءات احترازية لنكون جاهزين لأي تصعيد روسي”.

يذكر أن عدم الرضوخ للمطالب الجديدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الدفع بالروبل)، يثير مخاطر توقف إمدادات الغاز من جانب واحد، وهو السيناريو الذي تسعى أوروبا التي تعتمد على المحروقات الروسية لتجنبه بأي ثمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى