أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
شهدت عشرات المدن الفرنسية اليوم السبت، مظاهرات حاشدة مناوئة لليمين المتطرف، وذلك في محاولة لتشكيل جبهة موحدة لمنع المرشحة المتطرفة “مارين لوبان”، من الفوز في الدورة الثانية من الانتخابات على الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
وذكرت محطة (بي.إف.إم) الإخبارية الفرنسية أن نحو 30 مدينة في البلاد شهدت ظهر السبت مظاهرات احتجاجية بدعوة من العديد من المنظمات والنقابات للتعبير عن رفضهم لمرشحة اليمين المتطرف لوبان.
وتأتي هذه المظاهرات قبل ثمانية أيام فقط من الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية التي ستكون محصورة بين ماكرون ولوبان.
وقالت المحطة الإخبارية إن المسيرات انطلقت وسط هتافات وشعارات “ضد اليمين المتطرف وأفكاره”، مشيرة إلى أنه في وسط باريس تجمع الآلاف مرددين هتافات مناوئة لليمين المتطرف وحذروا من “اضطراب ديمقراطي” إذا فازت لوبان.
وكُتب على إحدى اللافتات في مظاهرة باريس :”ضد اليمين المتطرف. من أجل العدالة والمساواة.. لا للوبان في الإليزيه” في إشارة إلى مقر الإقامة الرسمي للرئيس الفرنسي.
وبحسب وكالة رويترز فإن قوات الأمن الفرنسية أطلقت لفترة وجيزة الغاز المسيل للدموع في باريس أثناء إحدى المسيرات، واستأنف المتظاهرون احتجاجاتهم بعد دقائق.
ونقل عن “دومينيك سوبو” رئيس المنظمة الحقوقية (إس.أو.إس ريسيزم) التي دعت مع عشرات المنظمات الحقوقية والاتحادات والروابط إلى الاحتجاجات قوله: “إذا وصل اليمين المتطرف إلى الحكم سنشهد انهيارا كبيرا للمعسكرات الديمقراطية والمناهضة للعنصرية والتقدمية”.
وتابع قائلا : “يحتاج الناس إلى إدراك أنه رغم غضبهم من إيمانويل ماكرون وسياساته، فإنه لا وجه للمقارنة بين مرشح ليبرالي محافظ ومرشح يميني متطرف”.
وتتزامن هذه المظاهرات مع مشاركة ماكرون في تجمع انتخابي في مارسيليا ثاني أكبر مدن البلاد، بهدف حث اليساريين على انتخابه، لاسيما أن المدينة الساحلية منحت 31% أصواتها في الجولة الأولى لمرشح اليسار الراديكالي “جان لوك ميلنشون” الذي جاء في المركز الثالث بنسبة 22%.
من جانبها، رفضت لوبان الاحتجاجات المناوئة لليمين المتطرف، ووصفتها في حديث للصحفيين أثناء إحدى المؤتمرات الانتخابية في جنوب فرنسا بأنها “غير ديمقراطية”.
وقالت “احتجاج الناس على نتائج الانتخابات أمر غير ديمقراطي على الإطلاق. أقول لكل هؤلاء، فقط اذهبوا للتصويت. الأمر بهذه البساطة”.
وكان ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي والمنتمي لتيار الوسط، فاز بالرئاسة في 2017، بعد انتصاره بسهولة على لوبان عندما احتشد الناخبون خلفه في الدورة الثانية لإبقاء اليمين المتطرف بعيدا عن السلطة،.
وهذا العام مهدت الدورة الأولى من التصويت التي أجريت الأحد الماضي إلى ذات المعركة، لكن ماكرون يواجه تحديا أشد هذه المرة، حيث تشدد المنافسة، وإن رجحت استطلاعات الرأي فوز الرئيس المنتهية ولايته بين 53 و56 % من الأصوات، مقارنة مع 66 % في 2017.
فنانون فرنسيون مع ماكرون ضد لوبان
إلى ذلك، أعلن نحو 500 فنان وكاتب فرنسي، أمس الجمعة، أنهم سيصوتون دون أي تردد لماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وأكدوا أن تأييدهم لماكرون يأتي لما ينطوي عليه برنامج المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبن من “كراهية للأجانب”.
وذكّر بيان لـ”ممثلات وممثلون من عالم الثقافة والفنون الأدائية” أرسلوه إلى وسائل الإعلام الفرنسية بأن “ثمة خلافات عميقة أحيانا” بينهم وبين “السلطة القائمة”.
وأضاف الموقّعون، ومن بينهم الممثل والمخرج غيّوم كانيه والممثلة والمغنية شارلوت غينزبور والروائي مارك ليفي “مع أن نتيجة هذه الجولة الأولى من الانتخابات لم تحقق ما كان يأمل البعض منا فلا يوجد بالنسبة إلينا اليوم أي تردد، إذ نحن لا نضع الديمقراطية والشعبوية على المستوى نفسه”.
اقرأ أيضا: بهدف جذب أصوات اليسار .. ماكرون يعقد اجتماعا انتخابيا في مرسيليا
وتابع البيان الذي حمل ايضاً تواقيع الممثلين فابريس لوكيني وبياتريس دال والمغنين إنريكو ماسياس وتوما دوترون:”لا شيء في برنامج مارين لوبن يقربنا من تاريخ فرنسا المقاوم، والإنسانوي، والسخيّ، والمنفتح على العالم.
ورفض الفنانون والكتّاب في بيانهم أن تكون “على رأس فرنسا، مرشحة يمثّل برنامجها الانطواء وكراهية الأجانب، مرشحة تحالفت مع القوى الشمولية وتهوى الحرب”.
يذكر أن ماكرون جاء في المركز الأول في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت يوم الأحد الماضي بحصوله على 27.85% من الأصوات، تلته لوبان بنسبة 23.15 % من الأصوات. وسيتواجه المرشحان في الجولة الثانية يوم 24 إبريل/ نيسان الجاري.