أخبار العرب في أوروبا – السويد
أفادت تقارير صحافية سويدية، أن المتطرف الدنماركي “راسموس بالوادان” يخطط مع أنصار حزبه “سترام كورس” اليميني المتطرف المناهض للإسلام لتنظيم تجمعات جديدة اليوم الأحد، في مدينتي”نورشوبينغ” و”لينشوبينغ” بهدف إحراق نسخ من القرآن الكريم، على الرغم من عدم إصدار أي تصريح من قبل الشرطة لهذه التجمعات.
جاء ذلك بعدما كتب المتطرف المثير للجدل والذي منح الجنسية السويدية قبل عامين، على صفحته في فيسبوك “الحزب سيكون في لينشوبينغ نورشوبينغ اليوم الأحد”.
لكن الشرطة السويدية، أكدت أن بالودان لم يحصل على ترخيص جديد بهذا الخصوص.
في هذا السياق، قال “جوني يوستافسون” المتحدث الصحفي باسم شرطة المنطقة :”لم نكن نعرف عن هذا ولا نعرف ما هو وزن تلك الرسالة. ليس لدينا معلومات مؤكدة أنه في طريقه إلى منطقتنا”، مضيفا :”إذا قام بالودان بتنفيذ المظاهرة، فعندئذٍ سنرد بالطريقة الصحيحة”.
في غضون ذلك، شهدت مدينة “نورشوبينغ” اضطرابات منذ صباح اليوم في وقت أطلقت فيه الشرطة طلقات تحذيرية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وقالت المصادر إن نحو 150 اجتمعوا في المدينة احتجاجا على عزم المتطرف حرق نسخة من المصحف، قبل أن تندلع أعمال العنف حيث رشق بعض المحتجين الحجارة على الشرطة، وقام ملثمون بتفكيك كميات كبيرة من حجارة الأرصفة.
كما تم إحراق أكثر من سيارة وإغلاق طرقات وحرق إطارات. وذكرت الشرطة أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص.
وفي وقت سابق من بعد ظهر اليوم تم القبض على ثمانية أشخاص للاشتباه في قيامهم بأعمال شغب عنيفة.
كما أصيب شرطي بجروح طفيفة في لينشوبينغ. ووفقا لأحد الضباط “لم تسمح الشرطة بالمظاهرات الجديدة لبالودان، ولن يتم إصدار أي تصريحات جديدة” وبحسب تقييم الشرطة، لا يبدو أن بالودان كان ينوي التظاهر اليوم.
ومنذ يوم الخميس الماضي، شهدت مدن عدة في السويد، اضطرابات وأعمال شغب من قبل شبان صغار، على خلفية قيام بالودان بحرق نسخ من القرآن الكريم، فيما تعرضت الشرطة لانتقادات من قبل وسائل الإعلام السويدية لمنحها تصريح إذن له بإقامة مثل هذه التجمعات التي تستفز الجالية المسلمة في البلاد.
كما انتقد أستاذ علم الجريمة جيرزي سارنيكي استراتيجية الشرطة في التعامل مع الأحداث الأخيرة في عدد من المدن السويدية. وقال في تصريحات للتلفزيون السويدي الأحد :“ما كان ينبغي أبدا السماح للمتطرف اليميني بالودان بتنفيذ تجمعاته”، معتبرا ذلك “فشلا واضحا للشرطة”.
ووصف سارنيكي الأحداث بأنها “مسيئة جدا”، مضيفا “كان يجب ألا يتمكن مثيرو الشغب من إصابة أفراد الشرطة وحرق سياراتهم. وهناك خطر الآن من حدوث مزيد من أعمال الشغب”.
اقرأ أيضا: المظاهرات تتصاعد.. المتطرف “بالودان” يواصل استفزاز الجالية المسلمة في السويد
وقال سارنيكي “لدى الشرطة إمكانية رفض منح الإذن عند تقييمها أن وضعا خطيرا في المجتمع سينشأ. وكانت هناك مؤشرات قوية على ذلك. ويرجع ذلك من ناحية إلى الوضع الوطني والدولي، ومن ناحية أخرى إلى وجود طرفين يريد أحدهما الاستفزاز. واليوم، هناك قوى معادية لديمقراطيتنا تريد خلق هذا النوع من الفوضى”.
جدير بالذكر أن المتطرف “بالودان” دأب ومنذ سنوات على اختيار المناطق التي تتواجد فيها جالية مسلمة كبيرة للقيام بحرق نسخ من القرآن، في تحد “خطير” لتلك الجالية، وفق ما تؤكد وسائل الإعلام السويدية والتي اعتبرت أن هذا الفعل لا يندرج ضمن “حرية التعبير”.