أخبار العرب في أوروبا – اقتصاد
توقعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، أن ترتفع أسعار السلع الأساسية من الغذاء في الأسواق الدولية عن مستويات خط الأساس السابقة خلال الفترة المقبلة.
وقالت المنظمة ومقرها روما اليوم السبت، إن هذا الارتفاع يأتي بسبب الإمدادات العالمية الضيقة، التي شهدتها دول العالم أخيرا.
موضحة أن من أبرز العوامل التي أثرت في الإمدادات، الحرب الراهنة في أوكرانيا واستمرار انتشار فيروس كورونا، إضافة إلى ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية بما في ذلك الأسمدة والوقود، وهذا عامل إضافي ينظر إليه على أنه يدعم ارتفاع الأسعار في عامي 2022 / 2023.
وقال “جوناثان باوند” الخبير الاقتصادي لدى المنظمة في تصريحات صحافية إن “أسعار الصادرات الدولية من المواد الغذائية الأساسية التي تم قياسها، وفقا لمؤشر FFPI وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في فبراير/ شباط 2022، بعد زيادات شبه متواصلة ومستمرة منذ منتصف 2020”.
وأضاف أن ذلك جاء نظرا لأهمية كل من أوكرانيا وروسيا في تصديرها كثير من المنتجات والمحاصيل إلى أسواق الغذاء العالمية، لا سيما بالنسبة للقمح والبذور الزيتية، مشيرا إلى أن الاضطرابات المرتبطة بالصراع في أوكرانيا دعمت بمزيد من ارتفاعات الأسعار في مارس/آذار الماضي ودفعتها إلى مستوى جديد.
وأوضح باوند بأن الفاو “قامت بمحاكاة السيناريوهات المحتملة لأسعار السلع الدولية في عام التسويق 2022 / 2023، بناء على تأثير الحرب على الإمدادات القابلة للتصدير، وأشارت إلى أن الأسعار الدولية سترتفع عن مستويات خط الأساس السابقة”.
الخبير الاقتصادي في المنظمة الدولية ذكر أيضا أنه في ضوء التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي العالمي، مع الانعكاسات السلبية المتوقعة على الدخل، فإن “الزيادات الأخرى في أسعار الغذاء الدولية ستؤثر بشكل أكبر في الأسر الضعيفة”.
وحذر من أن “هذه المخاطر ستبرز بشكل أكبر في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض، إذ تمثل الواردات حصة كبيرة من الإمدادات المحلية، وتمثل مشتريات الأسر الغذائية نسبة كبيرة من دخولها، ولا سيما أن بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى التي تتعرض بشكل خاص للتغيرات في أسعار القمح، نظرا لاعتمادها على الواردات، إضافة إلى أهمية القمح في وجباتها الغذائية”.
ووفقا لآخر تقرير صدر عن مؤشر منظمة “الفاو”، فقد سجلت الأسعار العالمية للسلع الغذائية ارتفاعا ملحوظا في مارس/ آذار الماضي لتصل إلى أعلى مستويات لها على الإطلاق.
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة، 159.3 نقطة الشهر الماضي، بزيادة 12.6% عن مستواه المسجل في الشهر السابق له فبراير/ شباط، حين بلغ أعلى مستوى له منذ إرسائه في 1990.
اقرأ أيضا: ينذر بأزمة غذائية شاملة.. تراجع إنتاج الأرز المحصول الأساسي لنصف سكان العالم
ويتتبع هذا المؤشر التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأكثر تداولا، وكان المستوى الأخير الذي سجله هذا المؤشر أعلى 33.6 % مما كان عليه في مارس/آذار 2021.
وكان مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب أعلى 17.1% الشهر الماضي من مستواه المسجل في فبراير/شباط، مدفوعا بالارتفاع الكبير في أسعار القمح والحبوب الخشنة كافة، وذلك إلى حد كبير نتيجة الحرب في أوكرانيا.
جدير بالذكر أن روسيا أوكرانيا تمثل معا نحو 30 % من صادرات القمح و20 %من صادرات الذرة على الصعيد العالمي على التوالي، خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وكانت الأسعار العالمية للقمح قد سجلت زيادة حادة 19.7%، فاقمتها الشواغل بشأن أوضاع المحاصيل في الولايات المتحدة.
كما ارتفعت أسعار الذرة 19.1% من شهر إلى آخر، لتسجل مستوى قياسيا جديدا، وكذلك بالنسبة إلى أسعار الشعير والذرة الرفيعة.
