أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
في أجواء تطغى عليها التوتر صوت البريطانيون أمس الخميس في الانتخابات المحلية، حيث أظهرت النتائج الأولية اليوم الجمعة، عن تراجع كبير وغير مسبوق لحزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وتؤكد النتائج بأن حزب المحافظين خسر معاقله التاريخية، في وقت حققت فيه أحزاب المعارضة وعلى رأسها العمال مكاسب لا سيما في المجالس المحلية بالعاصمة لندن.
وبحسب النتائج فإن حزب المحافظين فقد 53 مقعدا في المجالس المحلية في لندن، بينما فازت المعارضة العمالية بالمجالس المحلية لويستمنستر في لندن حيث كان المحافظون يهيمنون منذ إنشائها في 1964 ( المنطقة التي تحتضن البرلمان وقصر باكنغهام وبارنيت وواندسوورث).
كما فاز حزب العمال بساوثهامبتون (جنوب)، لكن خارج العاصمة حقق الحزب كما يبدو من النتائج حتى الآن مكاسب محدودة، بينما يبدو أداء أحزاب أصغر جيدا.
في السياق، أقر “جونسون” بخسارة حزب المحافظين في الانتخابات المحلية، ونقلت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية عنه قوله في معرض رده عما إذا كان يتحمل مسؤولية النتائج :“بالطبع إنها انتخابات منتصف المدة، وانها بالتأكيد مجموعة مختلطة من النتائج”.
وأضاف “لقد أمضينا ليلة صعبة في بعض أجزاء البلاد، ولكن من ناحية أخرى في أجزاء أخرى من البلاد، ما زلنا نرى المحافظين يتقدمون ويحققون مكاسب ملحوظة في الأماكن التي لم تصوت لصالح حزبنا منذ فترة طويلة”.
من جهة أخرى، يرتقب أن تطغى على نتائج الانتخابات تداعيات فضيحة الحفلات خلال إجراءات العزل الصحي بسبب كورونا (بارتي غيت) بحزب المحافظين الذي يتزعمه جونسون.
وستقرر الانتخابات الفوز بما يقرب من 7 آلاف مقعد في المجالس المحلية، بما في ذلك جميع المقاعد في لندن وأسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، وثلث المقاعد في معظم أنحاء إنكلترا، مما سيسمح للناخبين بإبداء آرائهم للمرة الأولى بعد أشهر من الكشف عن الحفلات التي أقيمت في مقر رئاسة الحكومة أثناء فترات إجراءات العزل للحد من انتشار فيروس كورونا.
اقرأ أيضا: استطلاع: ربع السكان في بريطانيا يواجهون صعوبات في دفع فواتير الطاقة
ولا تزال عمليات الفرز متواصلة في إنكلترا، في حين لم تظهر أي نتائج أولية بعد لعمليات الفرز في أسكتلندا وويلز.
وفي إيرلندا الشمالية يمكن أن تفرز هذه الانتخابات زلزالا سياسيا، حيث يحتل حزب” شين فين” الصدارة في المجلس المحلي، وفق استطلاعات الرأي، وذلك للمرة الأولى منذ 100 عام في تاريخ المقاطعة البريطانية التي يبلغ عدد سكانها 1.9 مليون نسمة.
جدير بالذكر أن هذه الانتخابات تكتسب أهمية لأنها تأتي على خلفية أزمة معيشة وارتفاع فواتير الطاقة، إضافة إلى الفضائح السياسية وعلى رأسها فضيحة “بارتي غيت” التي اتهم خلالها رئيس الوزراء وأعوانه بخرق قواعد الحجر الصحي أثناء فترة الإغلاق الأولى للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا في أيار/ مايو 2020.