أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأربعاء الحكومة إلى “الشفافية” بشأن الحوادث التي وقعت في استاد “دو فرانس” في باريس قبل نهائي دوري أبطال أوروبا مساء السبت الماضي، وسط تبادل للاتهامات بين السياسيين الفرنسيين.
وتأتي دعوة ماكرون قبل جلسة استماع منتظرة في مجلس الشيوخ لوزيري الداخلية غيرالد دارمانان والرياضة أميلي أوديا-كاستيرا.
كذلك، فإن هذه الدعوة جاءت بعد اعتراف “أوليفيا غريغوار” المتحدثة الرسمية باسم الحكومة، بعد اجتماع لمجلس الوزراء بأنه كان “يمكن بالتأكيد أن يكون أداؤنا أفضل”، مع تواصل الجدل حول الفوضى التي حدثت السبت على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا.
وقالت إن رئيس الدولة طالب الحكومة بالتحلي “بالشفافية وكشف الوقائع ومقترحات حتى لا تتكرر وبتحسين القدرة على الرد”، مضيفة أن ما ينتظره الرئيس صار أقرب إلى “هاجس” لديه، داعية إلى “بعض الهدوء وإن كانت الأمور تحتاج إلى تحسين”.
ومنذ مساء السبت الماضي يحمل دارمانان وكاستيرا المشجعين البريطانيين مسؤولية الفوضى بسبب “عمليات احتيال كبيرة ومنظمة لبيع تذاكر مزيفة”.
وقال دارمانان “كان هناك بين ثلاثين وأربعين ألف مشجع إنكليزي في استاد فرنسا إما بدون تذكرة أو بتذاكر مزورة”.
لكن هذه الأرقام أثارت جدلا واسعا في فرنسا وبريطانيا على حد سواء. وأدى هذا الوضع بحسب السلطات، إلى ازدحام شديد بالقرب من استاد “دو فرانس” وفلتان وتدخل للشرطة لم يتسبب في وقوع إصابات خطيرة.
وقضية الفوضى وأعمال الشغب على هامش نهائي أبطال أوروبا، تسببت في انتقادات من قبل سياسيين فرنسيين وأوروبيين للسلطات الفرنسية بسبب التعامل “غير الجيد” مع نهائي البطولة، الذي انتهى لصالح ريال مدريد الإسباني على حساب ليفربول الإنكليزي بنتيجة هدف مقابل لاشي.
كما باتت الأحداث قضية رأي عام في فرنسا لاسيما مع قرب الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 12 و19 يونيو/ حزيران الجاري، حيث اتخذت القضية منحى سياسيا وأثارت شكوكا في قدرة فرنسا على تنظيم حدثيين رياضيين مهمين قبل عام من كأس العالم للروغبي في 2023 والألعاب الأولمبية في باريس بعد عامين.
وتقول المتحدثة باسم الحكومة :”هل فرنسا دولة عظيمة قادرة على استضافة أحداث رياضية دولية كبرى؟ نعم وأربع مرات نعم”.
ومن المقرر أن يرد الوزيران على أسئلة أعضاء لجنتي القانون والثقافة اعتبارا من الساعة 17:00 مساء اليوم بتوقيت فرنسا، خلال جلسة مفتوحة للصحافة تُنقل مباشرة على الموقع الالكتروني لمجلس الشيوخ.
في السياق، حذر رئيس لجنة القوانين فرانسوا نويل بافيه (حزب الجمهوريين، يمين) في تصريح لإذاعة فرانس انفو بالقول :”ما سنحاول معرفته هو: أين تكمن المسؤوليات وخصوصا أين تكمن الصعوبات”.
بدوره، قال النائب الأوروبي لليسار الراديكالي مانويل بومبار من حزب فرنسا المتمردة لشبكة “فرانس إنفو” إن “وزيرا ( وزير الداخلية) يكذب هو نبأ سيء ولا يبشر بالخير للسنوات الخمس المقبلة”.
من جانبها دانت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي، الأربعاء، ما اعتبرته “كذبة خطيرة”، معتبرة أن دارمانان “يجب أن يفكر بنفسه بالرحيل”.
إلى ذلك، دافع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن الإجراءات المعززة حول الملعب. وكشفت مصادر قريبة من الملف أن الاتحاد الفرنسي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم قدرا بـ”2800″ عدد “التذاكر المزيفة التي تم مسحها ضوئيا” السبت، مؤكدة بذلك معلومات بثتها إذاعة مونتي كارلو.
اقرأ أيضا: ليفربول يطالب بفتح تحقيق بشأن الفوضى في نهائي أبطال أوروبا
لكن بين هذه التذاكر التي اعتبرت مزيفة قد تكون هناك تذاكر صحيحة لم تُفعل بشكل سليم، حسب بيار بارتيليمي محامي مجموعات مشجعين فرنسيين كانوا حاضرين في الملعب السبت.
وبحسب الإعلام الفرنسي، فإن أجهزة الاستخبارات حذرت السلطات في 25 أيار/مايو ( قبل 3 أيام من المباراة) من وجود “حوالى خمسين ألف مشجع انكليزي” لن يكونوا “حاملي تذاكر”.
