أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
دخل العديد من الدبلوماسيين الفرنسيين اليوم الخميس، في إضراب عن العمل وذلك تعبيرا عن غضبهم من خطة إصلاح يعتزم تنفيذها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، يخشون أن تضر بوظائفهم.
وأعلن عدد من السفراء والدبلوماسيين في سفارات فرنسا في عدة عواصم عبر العالم، انضمامهم للإضراب، وهو الثاني منذ 20 عاما، مطالبين ماكرون بإلغاء خطة لدمج الدبلوماسيين ضمن هيئة أكبر من موظفي الخدمة المدنية، اعتبارا من يناير/ كانون الأول 2023.
وكان السخط يتصاعد منذ شهور، لكنه انفجر بعد أن نُشر في الجريدة الرسمية، في شهر أبريل/ نيسان الماضي بين جولتي الانتخابات الرئاسية، مرسوم إلغاء السلك الدبلوماسي، الذي أعطى فرنسا أجيالا من السفراء.
ونقلت وكالة “رويترز” عن دبلوماسيين فرنسيين قولهم إن الإصلاح هو “مجرد نتاج سنوات من الشعور بالضيق”، حيث انخفض التشغيل في الوزارة بنسبة 20 % منذ عام 2007 وتكرر خفض ميزانية الوزارة في وقت حدثت فيه زيادة في متطلبات العمل الدبلوماسي.
ودعا إلى الإضراب، ست نقابات ومجموعة من 500 دبلوماسي شاب من وزارة الخارجية، احتجاجا على الخطة التي ستؤدي على المدى الطويل، إلى اختفاء السلكين التاريخيين للدبلوماسية الفرنسية، وزير مفوض (سفير) ومستشار للشؤون الخارجية.
هذا الإجراء المثير للجدل، يعني أن الدبلوماسيين رفيعي المستوى لن يأتوا حصريا من وزارة الخارجية كما هو الحال اليوم، ولكن سيتم اختيارهم من الآن فصاعدا من بين الموظفين السّامين القادمين من جميع الإدارات أو من القطاع الخاص.
ويأتي الإضراب في وقت سيء بالنسبة لماكرون الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حتى نهاية يونيو/ حزيران الجاري، ويريد أن تلعب دورا قياديا في تصدي التكتل للغزو الروسي لأوكرانيا كما يتوق إلى مزيد من الزخم لفترة رئاسته الجديدة.
اقرأ أيضا: وسط تبادل للاتهامات.. ماكرون يدعو لـ “الشفافية” بشأن حوادث نهائي أبطال أوروبا
ورغم هذا الإضراب، إلا أن مسؤولين في وزارة الخارجية الفرنسية قالوا إنه لن يكون له تأثير. وقالت المتحدثة باسمها “آن كلير ليجيندر” إنه جرى الحصول على ضمانات قوية للحفاظ على المهنة الدبلوماسية ووضع العاملين بها.
ويرى الدبلوماسيون أن هذا الإصلاح “يُنهي الدبلوماسية المهنية” في فرنسا، بالإضافة إلى ذلك، فإن ملامح هذا الإصلاح التي ما تزال غامضة في بعض الأحيان لا تجعل من الممكن إعطاء جميع الإجابات للدبلوماسيين القلقين، الذين يريدون ضمانات.
ولدى فرنسا ثالث أكبر شبكة دبلوماسية في العالم بعد الولايات المتحدة والصين. إذ تملك 1800 دبلوماسي و13500 شخص في المجمل يعملون في وزارة الخارجية.