أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
انطلقت في بريطانيا اليوم الخميس، الاحتفالات بمناسبة “اليوبيل البلاتيني” لجلوس الملكة إليزابيث الثانية على العرش، الذي اعتلته بعد وفاة والدها الملك جورج السادس عام 1952.
ولم يسبق لأي ملك أن جلس على عرش بريطانيا لهذه المدة الطويلة (70 عاما). ومن المستبعد أن يحقق خلفها فترة حكم مماثلة اذ أن ولي العهد الأمير تشارلز يبلغ من العمر 73 عاما في حين سيحتفل ابنه وليام قريبا بعيده الأربعين.
ويظهر البعد التاريخي والوطني لهذا اليوبيل البلاتيني، من خلال التكريم والإصدارات التذكارية والمعارض والبرامج الخاصة بهذه المناسبة والحفلات الموسيقية والمسابقات على أنواعها.
وعلقت الأعلام والصور العملاقة في شوارع المملكة المتحدة برمتها، فيما نصب عشاق العائلة الملكية الخيم في لندن ليكونوا في الصفوف الأمامية للاحتفالات لأشهر ملكة في العالم، التي باتت صحتها تتراجع وهي في سن السادسة والتسعين.
وفي بلد أمضى السنوات الأخيرة متعبا بشأن بريكست وعانى في الصميم من جائحة كورونا وعمليات الحجر الصارمة ويواجه الآن ارتفاعا كبيرا في الأسعار، توفر هذه الأيام الأربعة متنفسا ضروريا.
وقالت الملكة والقائدة العليا لـ 15 بلدا من المملكة المتحدة إلى كندا مرورا بنيوزيلندا في رسالة خطية :”شكرا لكل من شارك في عقد تجمعات وللأسر والجيران والأصدقاء للاحتفال بيوبيلي البلاتيني سواء في المملكة المتحدة أو في أنحاء الكومنولث”.
وأضافت :”ما زالت النوايا الطيبة التي ألمسها تمثل لي حافزا، وأرجو أن تتيح الأيام المقبلة فرصة للتأمل في كل ما تم إنجازه على مدى الأعوام السبعين الماضية ونحن ننظر للمستقبل بثقة وحماسة”.
والاحتفالات باليوبيل البلاتيني التي تعد الأولى لأحد الملوك في التاريخ البريطاني ستمتد 4 أيام متواصلة اعتبارا من اليوم ولغاية الأحد المقبل، حيث تشهد استعراضات ومواكب عسكرية وحفلات موسيقية في القصور الملكية وفي الشوارع، لاسيما أن الحكومة البريطانية أعلنت عطلة رسمية في البلاد بداية من اليوم الخميس.
كذلك، من المتوقع مشاركة أكثر من 12 مليون شخص، بالاحتفالات في مختلف أنحاء بريطانيا، وسيكون هذا العدد رقما قياسيا جديدا مقارنة باليوبيل الماسي للملكة إليزابيث.
كما تم الإعلان عن مبادرات للاحتفال باليوبيل البلاتيني من قِبَل حكومات دول وأقاليم الكومنولث الأخرى، بما في ذلك أستراليا، وكندا، وجزر كايمان، ونيوزيلندا، وبابوا غينيا الجديدة.
ومن المنتظر أن يظهر أفراد العائلة الملكية الذين لديهم وظائف رسمية وأطفالهم فقط، على شرفة قصر باكينغهام في لندن إلى جانب الملكة وهي لحظة مرتقبة بشغف.
أيضا، سيقام قداس يوم غدٍ الجمعة في كاتدرائية القديس بولس في لندن. ومن المتوقع أن يشارك الأمير هاري وزوجته ميغان اللذان لا يحظيان بشعبية في المملكة المتحدة ويعيشان في كاليفورنيا منذ عامين، في هذه الاحتفالات وكذلك الأمير أندرو الذي سدد ملايين الدولارات لإنهاء شكوى اعتداء جنسي.
وتختتم الاحتفالات الأحد بمسيرة ضخمة في لندن. حيث سيقوم المشاركون البالغ عددهم 10 آلاف شخص بتكريم الملكة التي واجهت الأزمات المتكررة برباطة جأش، والتي ترمز إلى الوحدة ويقدر البريطانيون حسها بالواجب وأحيانا الدعابة.
وفي آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “ذي صن” البريطانية ونشرت نتائجه هذا الأسبوع، فقد حصلت الملكة إلزابيث على 91.7% من الآراء المؤيدة لها في بريطانيا، في مقابل 67.5% للأمير تشارلز الذي يستعد لخلافتها.
اقرأ أيضا: بريطانيا تعلن عن منح تأشيرة عمل لخريجي أفضل الجامعات في العالم
بدورها، قدرت صحيفة “صنداي تايمز” ثروة الملكة في قائمة أثرياء العالم للعام 2022 بـحوالي 370 مليون جنيه إسترليني (464 مليون دولار) بزيادة قدرها 5 ملايين جنيه إسترليني عن قيمة ثروتها في عام 2021.
وعلى الرغم من كونها الملكة البريطانية صاحبة المدة الأطول على عرشها (70 عاما) فإنها ليست بالمرتبة الأولى في الثراء بين أفراد الأسرة الملكية في بريطانيا، فهي تأتي بالمرتبة الثانية بعد الأمير جورج الثالث الذي قدرت ثروته بحوالي 4 مليارات دولار.