أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تشهد فرنسا منذ عدة أشهر اعتداءات غامضة بالحقن خصوصا في الملاهي الليلية، لدرجة أن النيابة العامة في مدينة “تولون” الساحلية جنوب البلاد وضعت بروتوكولا محددا قبل شهر مع الشرطة والدرك لهذا النوع من الاعتداءات، ينصّ على فحص الطب الشرعي للضحايا وإجراء تحليلات وأخذ عيّنات.
ويوم أمس الأثنين، أعلن القضاء الفرنسي توجيه اتهامات لرجل في جنوب فرنسا على خلفية حقنه متفرجين حضروا تسجيل برنامج تلفزيوني في الهواء الطلق يوم السبت الماضي.
واتهمت السلطات المشتبه به بممارسة العنف بالسلاح (الحقنة)، مع أسباب مشددة للعقوبة وبشكل متعمد، مع بقاء التحقيق مفتوحا.
ويقيم المشتبه به البالغ 20 عاما في مدينة تولون. وقال المدعي العام في المدينة إن المتهم موقوف احتياطيا منذ مساء الأحد.
وكان نحو 20 شخصا ابلغوا الشرطة أنهم تعرضوا للحقن بإبر خلال حضورهم تسجيل برنامج لقناة تلفزيونية بعنوان “أغنية العام”، على أحد شواطئ المدينة. وتم نقل أحد الضحايا، وهو ضابط أمن كان يعمل في الموقع، إلى المستشفى.
وقال المدعي العام إنه “تم بالفعل تقديم عدة شكاوى، فيما لا تزال أخرى بانتظار إيداعها رسميا”، مضيفا “لم نتمكّن بعد من تحديد ما إذا كان هذا الانزعاج مرتبطا بمادة ضارة تم إدخالها في المحقنة أو بالضغط النفسي”.
وأدّت هذه الأحداث إلى تحرّك الحشود على الشاطئ وتدخل الشرطة. حيث حددت مكان المشتبه به الرئيسي وأوقفته مع شخص آخر تم إطلاق سراحه لاحقا بعد عدم التمكّن من توجيه أي تهمة له.
وتم التعرف إلى المتهم من قبل شابتين أوضحتا أنهما رأتاه مع حقنة وتمكنتا من منعه من مهاجمتهما. كما قالتا إنهما تعرضتا للعنف من جانبه.
وتدخل الحوادث الأخيرة ضمن سلسلة وقائع سجلت قبل أشهر في أنحاء فرنسا، وحاول المحققون كشف غموضها خصوصا في ظل غياب أي أثر للسرقة أو شكاوى من اعتداء جنسي بعد الحقن، لكن من دون جدوى.
ومنذ منتف أبريل/ نيسان الماضي، تضاعفت الحالات، وتم رصد مئات الحوادث في مدن رين ونانت وباريس وغرونوبل وبيزييه ومونبلييه وتولوز من دون أن تتمكن مختبرات التحليل من تحديد ما إذا كان قد تم حقن الضحايا بمادة معينة.
اقرأ أيضا: بسبب مشكلة خطيرة.. مرسيدس الألمانية تسحب مليون سيارة من الأسواق
وكانت بريطانيا بدأت تشهد هذه الظاهرة منذ العام الماضي حيث رصدت مئات الحالات، لكن تقريرا برلمانيا قال إن هناك نقصا في البيانات للحكم على مدى خطورة الأمر. كذلك شهدت بلجيكا وهولندا حوادث مماثلة خلال الأسابيع الأخيرة.
يشار إلى أن هذا الحقن الغامض يصيب الشخص بالغثيان والدوخة فور تلقيه الحقنة، كذلك تظهر بانتظام وفق روايات الضحايا لوسائل الإعلام الفرنسية، سواء كانوا رجالا أو نساء، اضطرابات بصرية وارتفاع درجات حرارة الجسم. فيما لم يشعر الآخرون بأي أعراض، إلا أنهم لاحظوا وجود وخز على الجلد أو ورم دموي صغير.