أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
اضطرت السلطات البريطانية إلى إلغاء أول رحلة جوية كان يفترض أن ترحل عدد من طالبي اللجوء في بريطانيا إلى رواندا مساء أمس الثلاثاء، وذلك بعد تدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبل دقائق من إقلاع الطائرة، وذلك في قضية تخص رجل عراقي كان ضمن المجموعة.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن مصادر حكومية في لندن أن الرحلة الجوية ألغيت بسبب قرارات أصدرتها في اللحظات الأخيرة المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
وقالت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إنها منعت نقل أحد الركاب السبعة ( لاجئ عراقي) الذي كان من المقرر مغادرتهم مساء الثلاثاء.
وقد مُنعت الطائرة من مغادرة بريطانيا بعد حكم أصدرته المحكمة الأوروبية بوجوب بقاء رجل عراقي من طالبي اللجوء لعدم وجود ضمانات لمستقبله القانوني في رواندا.
بدورها، قالت منظمة “كير فور كاليه” المتخصصة في الدفاع عن طالبي اللجوء، في تغريدة، إن “آخر تذكرة طيران ألغيت. لا أحد سيغادر إلى رواندا”.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت في أبريل/نيسان الماضي، إنها وافقت على اتفاق لإرسال طالبي لجوء إلى رواندا الواقعة في شرق إفريقيا في إطار صفقة أولية بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني.
وبعد ذلك يُسمح لمن مُنحوا اللجوء بإعادة التوطين في رواندا. وتزعم الحكومة البريطانية أن البرنامج يهدف إلى “تعطيل شبكات تهريب البشر وردع المهاجرين من القيام برحلة بحرية خطيرة” عبر القناة من فرنسا إلى بريطانيا. لكن معارضي هذه السياسة يقولون إنها “غير إنسانية”.
وأثارت خطة الحكومة البريطانية موجة من الانتقادات من قبل الجمعيات الخيرية والزعماء الدينيين وجماعات حقوق الإنسان في العالم، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ورغم إلغاء أول رحلة لترحيل اللاجئين إلى روندا، إلا أن وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتيل أصرت على أن الحكومة “لن تغير سياستها”، بعد أن أوقفت طعون قانونية الرحلة التي كانت تستعد لنقل بعض طالبي اللجوء إلى رواندا.
وقالت الوزيرة في تصريحات صحافية، الأربعاء، إن العديد من الذين تقرر إبعادهم من الرحلة سيوضعون على متن الرحلة التالية.
وأثار الحكم الذي أصدرته المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ومقرها مدينة ستراسبورغ الفرنسية بوقف ترحيل طالب لجوء عراقي سلسلة من الطعون القانونية في محاكم بريطانيا. ونقل جميع الركاب من الطائرة التي عادت بعد ذلك إلى إسبانيا.
إلى ذلك، أكدت الحكومة الرواندية ، الأربعاء، التزامها استقبال المهاجرين على الرغم من إلغاء رحلة لنقل عدد من هؤلاء من بريطانيا بسبب طعون قضائية.
وقالت الناطقة باسم الحكومة “يولاند ماكولو” في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، إن “هذه التطورات لن تثبط عزيمتنا، وراوندا ما زالت ملتزمة بالكامل العمل على إنجاح هذه الشراكة”.
وأضافت أن “الوضع الحالي الذي يتمثل بقيام أشخاص برحلات خطيرة لا يمكن أن يستمر لأنه يسبب آلاما لا توصف لعدد كبير من الأشخاص”، مؤكدة أن “رواندا مستعدة لاستقبال المهاجرين عند وصولهم وتأمين الأمن والفرص لهم”.
وكانت العديد من الجمعيات الحقوقية التي تعنى بقضية اللاجئين في بريطانيا، قد دخلت في سباق مع الزمن، من أجل إيقاف خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
اقرأ أيضا: بريطانيا تعتزم تسيير أول رحلة لنقل طالبي اللجوء إلى رواندا اليوم
وبعد أن أغلقت الحكومة كل أبواب الحوار، لم يعد من خيار إلا طرق باب المحكمة العليا البريطانية، لكن المحكمة قررت عدم النظر في أي استئناف على خطة الترحيل الحكومية إلى رواندا قبيل إقلاع أول رحلة كانت مقررة الثلاثاء.
فكان الخيار الأخير هو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، التي استطاعت أخيرا تعليق أول رحلة لترحيل اللاجئين، لكن يبقى هذا التعليق مؤقتا وهو ما تؤكده وزيرة الداخلية البريطانية.
