أخبار العرب في أوروبا – مدريد
في خطوة تاريخية وجه حلف شمال الأطلسي “الناتو” اليوم الأربعاء، دعوة رسمية إلى السويد وفنلندا للانضمام إلى الحلف، وذلك بعد المواقفة التركية التي جاءت إثر إبرام الدولتين اتفاقا مع أنقرة أمس، خطوطه العريضة تنص على منع منظمات كردية تصنفها تركيا على أنها إرهابية لاسيما “حزب العمال الكردستاني”.
وتم الإعلان عن الدعوة خلال مباحثات قمة لقادة التحالف، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء في العاصمة الإسبانية مدريد.
وذكر بيان صدر عن قمة زعماء الدول الأعضاء في الحلف، أن الزعماء توصلوا إلى تفاهم بشأن توقيع بروتوكولات العضوية مع كل من السويد وفنلندا.
وقال الحلف في البيان إنه “مُلتزم بسياسة الباب المفتوح، وأنه من الأهمية بمكان أن تُقابل المخاوف الأمنية المشروعة للحلفاء عند كل انضمام جديد للحلف”.
كما أعرب البيان عن ترحيب القادة بالمذكرة الثلاثية المبرمة بين تركيا والسويد وفنلندا، أمس الثلاثاء، معتبرا أن “انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو سيجعل هاتين الدولتين أكثر أمانا، وسيجعل الناتو أقوى والمنطقة الأوروبية الأطلسية أكثر أمانا”.
وأصدرت روسيا رد فعل أوليا على اتفاق الناتو الذي يسمح بتوسيعه، مما يضاعف تقريبا الحدود البرية التي سيتعين على روسيا مشاركتها مع أعضاء الناتو ، حيث وصفها أحد المسؤولين بأنها “عامل مزعزع للاستقرار”.
وكانت فنلندا والسويد أعلنتا عن سعيهما للانضمام لحلف الناتو في مايو/أيار الماضي على خلفية قلق الدولتين من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، مما دفعهما لاتخاذ قرار يخالف سياسة خارجية معتمدة على الحياد اتبعتها الدولتان لعقود.
وكان توسع الحلف ليصل لحدود روسيا هو بالتحديد ما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه يريد منعه من خلال حربه في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/شباط الماضي.
ورفضت تركيا العضو في الحلف في البداية الخطوة، وهددت بمنعها وعللت ذلك بما تصفه بدعم الدولتين لمسلحين أكراد لاسيما أعضاء في “حزب العمال الكردستاني” المنصف كمنظمة “إرهابية” في دول الاتحاد الأوروبي.
وحصلت تركيا على “تعاون كامل” من فنلندا والسويد ضد مقاتلي الحزب الكردي وحلفائهم، وفق بيان الرئاسة التركية أمس الثلاثاء.
وتعهدت الدولتان الاسكندنافيتان بعدم دعم الجماعات التي تعتبرها أنقرة كيانات إرهابية، وأعلنت التزامها بمنع أنشطة حزب العمال الكردستاني المسلح وفروعه.
وأعلنت فنلندا والسويد أنهما لن تدعما “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا، التي تقول أنقرة إنها تابعة لـ”حزب العمال الكردستاني”.
اقرأ أيضا: تراجع إنتاج السيارات في روسيا بنحو 97% مايو الماضي
ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر في الرئاسة التركية، قولها، إن أنقرة عززت من خلال هذه الخطوة “مكاسبها في مكافحة الإرهاب”، مؤكدة أهمية ذكر تنظيمات “واي بي جي/ بي واي دي/ بي كي كي”، و”غولن”، التي تعتبرها تركيا “إرهابية”، في اتفاقية دولية بشكل مباشر وواضح.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال الأمين العام للناتو “ينس ستولتنبرغ” إن الحلف سيزيد عدد القوات ضمن قوة الرد السريع التابعة له والتي تضم وحدات من القوات البرية والجوية والبحرية والقوات الخاصة التي يمكن نشرها بسرعة.