أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تسبب نائب فرنسي من “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في إثارة جدل واسع على منصات التواصل الإجتماعي بشأن تصريحاته المستفزة عن الجزائر، خلال افتتاحه، للجلسة الأولى للجمعية الوطنية الفرنسية، وذلك بصفته العضو الأكبر سنا، كما تنص على ذلك قواعد الجمعية.
وقال النائب المتطرف “خوسي غونزاليس” في أول جلسة برلمانية ترأسها الأربعاء الماضي بصفته النائب الأكبر سنا، لتمجيد الاستمار الفرنسي للجزائر.
خلال خطابه، سلط النائب المنتخب، البالغ 79 عاما، الضوء بشكل خاص على رحلته الشخصية، وهو الذي ولد في الجزائر قبل تحريرها، زاعما بالقول: تركت جزءا ( الجزائر ) من فرنسا والعديد من الأصدقاء هناك”.
وتحدث غونزاليس عن” حنينه إلى الجزائر التي ولد فيها” وغادرها “مكرها إثر الاستقلال”، وقال للبرلمان:”رمز هذه الوحدة يلامس ذلك الطفل القادم من فرنسا البعيدة (الجزائر)، وهو أنا، انتزع من وطنه الأم وألقت به على شواطئ بروفانس ألب رياح في عام 1962″، على حد قوله.
النائب المتطرف لم يتوقف عند ذلك الحد، إذ زعم أيضا خلال حديث للصحافيين إثر انتهاء الجلسة أن “الجزائريين يحنون إلى الاستعمار الفرنسي”، وقال لهم: “تعالوا معي إلى الجبل وستجدون من يقول سيدي متى تعودون؟”، حسب قوله.
كما أنكر ارتكاب الجيش الفرنسي لجرائم في الجزائر، قائلا في هذا الصدد :”ربما من الممكن اليوم إعادة قراءة التاريخ لكن لا أعتقد ذلك.. ناهيكم عن أن تكون جريمة ضد الإنسانية”.
وتفاعل ناشطون مع تصريحات غونزاليس، واعتبروها وصمة عار على جبين الجمعية الوطنية والتجمع الوطني اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه غونزاليس.
السكرتير الأول للحزب الاشتراكي “أوليفييه فور” صرح قائلا:” من الغريب أن يأتي شخص ما ليتذرع بحنينه إلى الجزائر الفرنسية وأن هناك حزبا صفق له”، في إشارة إلى نواب حزب التجمع الوطني اليميني الذين صفقوا لزميلهم ونواب آخرين.
وأضاف فور بالقول:”هذه علامة إضافية على أن الجبهة الجمهورية ضد اليمين المتطرف تنهار”.
بدوره، اعتبر “بول فانيي” النائب الفرنسي تصريحات غونزاليس إنها “صادمة” باعتبار المكان الذي أدليت فيه.
ورأى فانيي إنه لم يجب عليه تسييس هذه اللحظة في البرلمان، مضيفا: “أرى أنه من غير اللائق تماما حنينه إلى الجزائر الفرنسية.. وهو أمر لا يحتمل”.
من جانبها، قالت النائب في تحالف اليسار “صبرينة صبايحي” إن تصريحات غونزاليس “إهانة لتاريخ وطنها الأم الجزائر” ووصفت ما حصل بأنه “يوم عار”.
وكتبت صبايحي على تويتر: “عميد الجلسة عن التجمع الوطني الذي يحن إلى قتلة منظمة الجيس السري يستحضر دون خجل باكيا ذكري الجزائر الفرنسية تحت التصفيق”.
أما النائب عن حركة فرنسا الأبية “ماتيلدا بانو”، فتطرقت إلى أن خطاب غونزاليس “يكشف حقيقة اليمين المتطرف البغيضة في فرنسا”.
اقرأ أيضا: الضغوط تتواصل على ماكرون لإلغاء امتيازات المهاجرين الجزائريين
في مقابل ذلك، دافعت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف عن زميلها، ورأت أن ما قدمه غونزاليس كان “خطابا جمهوريا محترما للغاية”.
يذكر أن”جوزيه غونزاليس” هو من مواليد مدينة وهران الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر، وقدم إلى فرنسا عام 1962 عقب استقلال الجزائر عن فرنسا عقب ثورة شعبية استمرت 8 سنوات بين عامي 1954 لغاية 1962 لتنهي احتلالا استمرار قرابة 132 عاما.