أخبار العرب في أوروبا – إيطاليا
خرجت في العديد من مناطق إيطاليا اليوم الأحد، مظاهرات احتجاجية بقيادة إيطاليين من ذوي البشرة السمراء، ضد التمييز العنصري وللمطالبة بتحقيق العدالة لمقتل مهاجر نيجيري نهاية الشهر الماضي.
وكان البائع النيجيري “أليكا أوغورشوكو ” البالغ 39 عاما قتل بوحشية في 29 يوليو/ تموز الماضي بعد ضربه من قبل مواطن إيطالي بالعكاز حتى الموت في شارع تسوق رئيسي في تشيفيتانوفا ماركي، وهي بلدة ساحلية على ساحل البحر الأدرياتيكي، كما يظهر في شريط فيديو للاعتداء تم تداوله آلاف المرات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاءت هذه الاحتجاجات بعدما قالت الشرطة الإيطالية إن المتهم مريض نفسي، مع استبعاد الدوافع العنصرية، بحسب ما ذكرت صحيفة “المساجيرو” الإيطالية.
الصحيفة أشارت إلى أن المتظاهرين طالبوا السلطات بالاعتراف بأن قتل المهاجر النيجري كان بسبب العنصرية، وأكد منظمو المظاهرات أنهم سينضمون إلى الاتهام كمدعين مدنيين باسم الأشخاص الذين يتعرضون للعنصرية.
وبقي شهود عيان متفرجون على الواقعة دون أن يتدخل أحد على الرغم من استمرار الاعتداء لأربع دقائق، وفق ما أظهره المقطع المصور للجريمة.
وكان الضحية قد انتقل قبل 10 سنوات إلى إيطاليا لينضم إلى زوجته في بلدة سان سيفيرينو ماركي على بعد ساعة بالسيارة من الساحل.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن “فرانشيسكو مانتيلا” المحامي الذي ساعد الأسرة ويمثل أوراشي منذ ثماني سنوات، قوله،”الآن بعد أن أصبحت بمفردها ولديها ابن، يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة الأمر”.
ولجأ أوغورشوكو، لبيع البضائع بعد أن صدمته سيارة العام الماضي وهو يقود دراجته، وهو حادث أجبره على استخدام العكاز للحركة.
أما المتهم فقد أفادت تقارير صحافية أنه مواطن إيطالي من سكان البلدة، تم التعرف عليه من قبل رجال الشرطة وتم اعتقاله، ويدعى “فيليبو كلاوديو فيرلازو” يبلغ 32 عاما، وزعم أثناء اعتقاله أن مانتيرو أزعج صديقته التي كانت تسير معه.
وقال ماتيو لوكوني، كبير محققي الشرطة في ماشيراتا المشرف على القضية، إن التحقيقات لم تظهر أي شيء يشير إلى دوافع عنصرية لارتكاب الجريمة. وذكر بيان صادر عن الشرطة أن “الدافع وراء القتل” يمكن أن يعود لـ “أسباب تافهة”.
وكان الحادث قد أثار ردود فعل كبيرة حيث علق عليها عدد من المسؤولين في البلاد، مثل نائب رئيس المجلس الإقليمي لأنكونا، ميركو كارلوني، الذي رفض العنف عبر حسابه على فيسبوك، وقال “القتل الوحشي الذي وقع اليوم في تشيفيتانوفا يتركني في حيرة.. لا يوجد مبرر للعنف مهما كان”.
اقرأ أيضا: إيطاليا.. اتفاق بين أحزب الديمقراطي والخضر واليسار بشأن الانتخابات
كما قالت جورجيا ميلوني رئيسة حزب “إخوة إيطاليا” اليميني: “لا يوجد مبرر لمثل هذه الوحشية”، وطالبت بأن يدفع القاتل ثمنا باهظا لهذه الجريمة المروعة”.
كما أعرب ماتيو سالفيني، رئيس حزب الرابطة الإيطالي اليميني عن غضبه وأرسل عناقا لأسرة الضحية.
جدير بالذكر أن جريمة القتل أثرت على وتر حساس لأن منطقة مارشيز، حيث تقع تشيفيتانوفا، كانت مسرحا لجرائم شنيعة ضد المهاجرين.إذ قام رجل إيطالي يميني في فبراير/شباط 2018، بإطلاق النار وأصاب ستة مهاجرين أفارقة في ماشيراتا على بعد حوالي 27 كيلومترا من تشيفيتانوفا ماركي، مما جعل المدينة معقلا للتعصب والعنصرية في إيطاليا.