أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أثارت صورة تمثال للعالم الفرنسي جان فرانسوا شامبيلون في إحدى ساحات جامعة السوربون في باريس وهو يطأ بقدمه رأس ملك فرعوني يشبه أخناتون، ومكتوب تحتها عبارة “أنا من أجل مصر.. ومصر من أجلي”، غضب الكثير من المصريين مطالبين الجهات المعنية في مصر التحرك الفور لإزالة هذا التثمال .
وزير الآثار المصري الأسبق “زاهي حواس” علق على صورة التمثال قائلا: “إن تمثال شامبليون الذي تعرضه فرنسا في ساحة أكبر جامعة الكوليدج دي فرانس، وهو يطأ بحذائه رأس ملك مصر الملك تحتمس الثالث، أمر مرفوض تماما”.
وأضاف “عندما كنت أمينا عاما للمجلس الأعلى للآثار، لم أعلم شيئا عن تمثال شامبليون إلا بعد أن تركت وزارة الآثار، وعندما عرفت بهذا الأمر، كتبت مقالا ضد هذا الموضوع، بل ووقعت على نداء أرسله المثقفون إلى السفير الفرنسي في مصر اعتراضا على هذا السلوك غير المتحضر تجاه ملك مصري عظيم”.
في السياق، قال مصدر بوزارة السياحة والآثار المصرية إن “نحت تمثال من الحجر الجيري للعالم الفرنسي شامبليون بهذا الشكل وهو يطأ أحد قدميه على أحد أجدادنا المصريين أمر مرفوض تماما، وعلى الجهات المعنية في فرنسا إزالة هذا التمثال”.
كما أعرب خبراء وعلماء الآثار المصرية عن غضبهم الشديد من التمثال، مطالبين بضرروة التحرك الفوري لإزالة التمثال “المهين” لمصر وتقديم شكوى ضد الجامعة الفرنسية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر صورة تمثال يُظهر عالم الآثار الفرنسي “شامبليون” وهو يضع إحدى قدميه على رأس حجري لأحد الفراعنة أمام جامعة السوربون في باريس.
واعتبر كثير من النشطاء على مواقع التواصل بأن وضع هذا التمثال في مدخل الجامعة “وقاحة من جامعة السوربون”.
ووفقا للنشطاء”هذا يعنى إحنا بنكرمهم ونطلق اسم شامبليون على شارع رئيسي في وسط القاهرة ونعمل له تمثال، وهما يهينونا ويدوسوا على تاريخنا وحضارتنا بالجزمة”.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، فإن تمثال شامبليون المسيء للفراعنة هو تمثال رخامي، نحته الفنان الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي في العام 1875، ويصور شامبليون واقفا بقدمه اليسرى على رأس ملك فرعوني.
وتم عرض التمثال في حديقة“Parc Egyptian” التي أنشأها عالم المصريات الفرنسي”أوجست مارييت”. كما شارك في المعرض العالمي لعام 1877 الذي كان يحتفي آنذاك بنهاية الحرب بين فرنسا وألمانيا.
اقرأ أيضا: إطلاق اسم “خديجة بنت خويلد” على شارع في فرنسا يثير غضب اليمين
وكان من المفترض في الأصل نقل التمثال إلى مسقط رأس شامبليون، لكن التمثال لم يجد الدعم المادي الكافي وظل منصوبا في باريس.
وفي عام 1878، تم وضع التمثال في موقعه الحالي بساحة كوليج دو فرانس، في وسط باريس، وهي أحد أهم مراكز التعليم العالي بالعاصمة.
وتأتي هذه الأزمة بالتزامن مع احتفال مصر بمرور 200 عام على فك رموز اللغة الهيروغليفية المكتوبة على حجر رشيد، على يد العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون.
وشامبليون (1790 – 1832)، أكاديمي وفقيه لغوي وعالم شرقيات فرنسي اشتهر بفكه لرموز الهيروغليفية المصرية، وبكونه أحد واضعي أسس علم المصريات.
وكان العالم الفرنسي”شامبيلون” نجح في سبتمبر/أيلول عام 1822، في فك ألغاز هذه الكتابة بعدما ضاعت معانيها لأكثر من ألف سنة.