أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
في مؤشر جديد لدخول الاقتصاد البريطاني في مرحلة الركود، أظهرت دراسة حديثة صدرت نتائجها أمس الجمعة، تباطؤ معدلات التوظيف في البلاد، في وقت يستعد فيه الموظفون والشركات لسيناريو حدوث ركود اقتصادي.
الدراسة التي أجرتها رابطة التوظيف والعمل في بريطانيا، أظهرت أن الشركات بدأت بفرض قيود على التوظيف بسبب التشاؤم بشأن الآفاق الاقتصادية، فيما قرر الموظفون “الثبات على أوضاعهم” الحالية.
ووفقا للدراسة، فإنه نتيجة لذلك، ارتفع عدد الوظائف الشاغرة وعدد المتقدمين لشغلها بأبطأ وتيرة منذ أكثر من عام ونصف، مشيرة إلى أنه ما زال هناك نقص في عدد المتقدمين لشغل الوظائف، ما يضطر الشركات إلى رفع الأجور.
وذكرت الدراسة بأن معدل تضخم الرواتب المبدئية اعتدل بشكل طفيف في سبتمبر/أيلول الماضي، في الوقت الذي يطالب فيه الموظفون بتعويضهم عن ارتفاع تكاليف المعيشة.
في السياق، يقول”نيل كاربيري” المدير التنفيذي في رابطة التوظيف والعمل:”في حين أن أي تباطؤ اقتصادي خلال الشتاء سيؤثر في السوق، فإن حجم النقص في العمالة يعني أن التوظيف سيظل محل تركيز أصحاب العمل”.
ويمثل تراجع سوق العمل مصدر قلق رئيس بالنسبة لبنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني) الذي رفع أسعار الفائدة سبع مرات منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، للحيلولة دون حدوث قفزة في الرواتب والأسعار، كما أن من المتوقع رفع أسعار الفائدة مجددا خلال العام المقبل.
وكان بنك إنجلترا قد توقع أن تكون الأسعار في البلاد سجلت ارتفاعا بنسبة 6.6 % خلال ثلاثة أشهر حتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، مقارنة بـ6.5 % في أغسطس/آب السابق عليه، في أعلى زيادة منذ بدأ البنك نشر استطلاع لجنة صانعي القرار المؤلفة من مديرين تنفيذيين بداية 2017.
وتوقع الاستطلاع زيادة الأجور على مدار العام المقبل 5.9% مقارنة بتوقعات سابقة بمعدل 5.5 %. كما يتوقع أن يرتفع معدل التضخم إلى 9.5 %، وأن يسجل خلال ثلاثة أعوام مقبلة 4.8%.
وكانت ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية قد وعدت بإخراج البلاد من العاصفة التي تمر بها، وذلك في اليوم الأخير من مؤتمر حزب المحافظين الذي شهد انقسامات داخلية حيث واجهت سياستها انتقادات.
اقرأ أيضا: بعد قرار ” أوبك+ ” خفض الانتاج.. ارتفاع أسعار النفط عالميا
وبعد خطاب تراس تراجعت قيمة الجنيه الاسترليني أمام الدولار ما أنهى تحسن العملة في مطلع الأسبوع، التي خسرت 0.90 % من قيمتها لتصل إلى 1.1375 دولار.
وتشهد بريطانيا أعلى نسبة تضخم بين دول مجموعة السبع، بنسبة 10 % تقريبا. ويتوقع بنك إنجلترا أن يرتفع فوق هذا الحد في الخريف ولأشهر عدة.
وعزا البنك النسبة الأكبر من التضخم إلى حرب روسيا في أوكرانيا والارتفاع الحاد في أسعار الغاز الذي نجم عنها، لكنه أعرب عن خشيته أن يطول التضخم باقي القطاعات الاقتصادية.