“يوم التعبئة”.. إضراب واسع ومظاهرات في فرنسا للمطالبة برفع الأجور
أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
بدأت النقابات العمالية في فرنسا إضرابا واسعا اليوم الثلاثاء، وذلك للمطالبة بزيادة الأجور وسط التضخم الأعلى منذ عقود، في وقت يتوقع أن يشهد اليوم اضطربات لاسيما مع دعوة النقابات للخروج في مظاهرات حاشدة في عموم المناطق الفرنسية.
ويوم “التعبئة الإضراب”- كما أطلقت عليه النقابات العمالية- سيشمل في المقام الأول القطاعات العامة مثل المدارس والنقل العام، وسيكون امتدادا لإضراب مستمر منذ أسابيع عطل مصافي التكرير الرئيسية في البلاد وعرقل الإمدادات لمحطات الوقود، حتى باتت الكثير من المناطق تشهد طوابير أمام المحطات. كما دخل على خط الإضراب عمال القطاع النووي الحيوي.
وقالت شركة “يوروستار” إنها ألغت بعض خدمات القطارات بين لندن وباريس بسبب الإضراب.
وسيؤثر إضراب الثلاثاء على وجه الخصوص على شركات السكك الحديدية (SNCF) وشركات النقل العام في باريس (RATP).
ومن المتوقع أن تشهد حركة السكك الحديدية اضطرابات كبيرة في منطقة باريس الكبرى حيث سيجري تسيير قطار واحد من كل قطارَين.
ويأمل زعماء النقابات العمالية أن يتحرك الموظفون بسبب قرار الحكومة إجبار بعضهم على العودة إلى العمل في مستودعات البنزين لمحاولة إعادة تدفقات الوقود، وهي خطوة يقول البعض إنها تعرض الحق في الإضراب للخطر.
الكونفدرالية العامة للشغل بشكل خاص، دعت إلى إضراب مستمر للأسبوع الرابع في منشآت لشركة توتال إنرجيز، رغم توصل شركة النفط لاتفاق مع نقابات عملية أخرى يوم الجمعة يشمل زيادة 7% في الرواتب ومكافأة.
وتطالب الكونفدرالية العامة للشغل بزيادة الأجور بنسبة 10%، مشيرة إلى التضخم والأرباح الضخمة للشركة.
ومع تصاعد التوتر في ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، امتدت الإضرابات بالفعل إلى أجزاء أخرى من قطاع الطاقة، ومنها شركة الطاقة النووية العملاقة “إلكتريستي دو فرانس”، حيث ستتأخر أعمال الصيانة الضرورية لإمدادات الطاقة في أوروبا.
وأمس الأثنين، استدعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رئيسة الوزراء إليزابيث بورن والوزراء المعنيين لتقييم الوضع في الوقت الذي تشهد 30 % من محطات الخدمة في فرنسا اضطرابات لاسيما في الشمال والوسط والعاصمة باريس.
وقال ماكرون “سنواصل بذل قصارى جهدنا”، مضيفا أنه يريد حلّ هذه الأزمة “في أسرع وقت ممكن”، مؤكدا أنه يقف “إلى جانب جميع مواطنينا الذين يكافحون والذين سئموا هذا الوضع”.
من جهته، قال وزير الاقتصاد والمالية برونو لومير إنه ينبغي “تحرير مستودعات الوقود والمصافي التي تم منع الوصول إليها واللجوء إلى وسائل لإصدار أوامر تفرض على الموظفين العمل”.
وأضاف : “انتهى وقت التفاوض … كان هناك تفاوض، وكان هناك اتفاق، وهذا يعني أن القوة يجب أن تبقى مع صوت الأغلبية”، في إشارة إلى الاتفاق المبرم بين مجموعة “توتال إينيرجيز” ونقابتين، لكن لم يوقع عليها الاتحاد العام للعمال (سي جي تي) الذي بدأ حركة الإضراب.
في المقابل، دعا الأمين العام للاتحاد العام للعمل “فيليب مارتينيز” الاثنين الحكومة إلى “الجلوس حول الطاولة” مع النقابات لـ”مناقشة رفع الحد الأدنى للأجور”.
اقرأ أيضا: “الثلاثاء الأسود”.. فرنسا على موعد مع إضراب واسع غدا
أيضا، أكد الأمين العام لنقابة “القوة العاملة” فريديريك سوييو الذي يشارك إضراب اليوم أن “إجبار الموظفين على العمل بأمر رسمي غير مقبول وليس الحل الصحيح أبدا”.
ومن الأسباب التي تقف وراء عدم رضا ملايين الموظفين: التضخّم الذي يؤثر على القوة الشرائية، والتشديد المقبل لقواعد إعانات البطالة، وإصلاح المعاشات التقاعدية المتوقع في نهاية العام.
في هذه الأثناء، سيراقب مسؤولو النقابات والحكومة الثلاثاء عدد المضربين، لا سيما في القطاعات الاستراتيجية مثل النقل والطاقة. أيضا أيّ دعوات لإضراب متجدّد، في قطاع السكك الحديدية على سبيل المثال، في ظلّ اقتراب العطلة المدرسية التي تبدأ الجمعة.
يذكر أن تحركات اليوم تأتي غداة تظاهرة حاشدة ضد “غلاء المعيشة” نظمتها الأحزاب اليسارية ومنها “فرنسا المتمردة” في باريس أمس الأول الأحد.
وبلغ عدد المشاركين فيها 140 ألف شخص وفق المنظمين و30 ألف شخص وفق الشرطة، و29 ألفا و500 شخص حسب تعداد أجراه مركز “أوكورانس” لعدد من الوسائل الإعلامية الفرنسية، من بينها وكالة “فرانس برس”.