أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
ذكرت تقارير صحافية ألمانية أمس السبت، بأن تحقيقا للشرطة الألمانية، عُرض خلال محاكمة الطبيب السوري علاء موسى، عن محاولة الصحفي السوري المعروف”أكثم سليمان” ومراسل قناة الجزيرة القطرية في برلين سابقا، مساعدة المتهم الذي يواجه اتهامات بالتورط في جرائم حرب في سوريا، على الهرب من ألمانيا.
بحسب المصادر فقد تضمّن التقرير الذي عُرض داخل المحكمة العليا في فرانكفورت غربي ألمانيا، رسائل عبر البريد الإلكتروني بين المتهم “علاء موسى” و الصحفي “أكثم سليمان”، الذي اتضح أنه كان يعمل مسؤولا إعلاميا بسفارة النظام السوري في برلين خلال تلك الفترة.
وأظهرت رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الرجلين في الفترة الممتدة بين مايو/أيار ويونيو/ حزيران عام 2020، قيام المتهم “علاء موسى” بمراسلة “أكثم سليمان” عن إمكان عودته إلى سوريا أو سفره إلى موسكو أو طهران أو الإمارات، بعد انتشار العديد من التقارير حول ضلوع موسى بتعذيب المعتقلين السياسيين خلال عمله طبيبا في سوريا.
ويؤكد التقرير الذي عرض في المحكمة بأن “سليمان” حاول مساعدة المتهم بالعديد من الطرق، بينها ترجمة وثائقه وتوصيته بتوكيل المحامي أسامة العجي للدفاع عنه.
كما ربط الصحفي الطبيب المتهم بأشخاص بسفارة النظام السوري في برلين، لمساعدته على مغادرة ألمانيا من خلال الاتصال بوزارتي الداخلية والخارجية للنظام بهدف الحصول على تصريح لـ”موسى” للعودة على متن رحلة جوية إلى دمشق عبر بيروت.
أيضا عرض “سليمان” على المتهم بجرائم الحرب مقعدا في الرحلة، لكنه رفض، مدعيا أن زوجته هي التي أرادت السفر وتراجعت بعد أن حاول تهدئتها.
التقرير أشار كذلك إلى أن محاولات الصحفي سليمان مساعدة المتهم موسى لم تقتصر على ذلك، إذ عمل على تبرئته من خلال مقال كتبه في صحيفة “الأخبار” اللبنانية حول اتصال هاتفي تلقاه من موسى تحدث فيه عن تهديدات يتلقاها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاء في مقال سليمان” كان مهذبا ومسالما”، حيث وصف الصحفي المتهم بهذه الكلمات، زاعما بأن التهديدات التي يتلقاها “تصفية حسابات” من قبل زملاء سابقين.
وأثار تقرير الشرطة الألمانية أسئلة حول احتمال وجود تحرك قضائي ضد سليمان، بسبب محاولة مساعدة شخص متهم بجرائم حرب على الهرب من ألمانيا، فيما أنكر سليمان في تصريحات صحافية المعلومات المتداولة وزعم أنه “ليس طرفا بالقضية ولا رأي له، بل الرأي فيها للقضاء”.
وكان الصحفي سليمان يعمل في قناة “الجزيرة” القطرية حتى استقالته منها العام 2012، بسبب طبيعة تغطيتها لأحداث الربيع العربي.
اقرأ أيضا: الادعاء الألماني يوجه اتهامات ضد طبيب سوري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
ويواجه الطبيب السوري 18 تهمة، بعد بدء محاكمته في يناير/كانون الثاني الماضي، بموجب مبدأ “الولاية القضائية العالمية”، باعتباره ضالعا في العنف الجنسي والتعذيب وقتل مدنيين في المستشفى العسكري وفرع مخابرات العسكرية بحمص.
وعمل المتهم طبيبا أيضا في المشفى العسكري 601 بمنطقة المزة في العاصمة دمشق، الذي شوهدت مشرحته وفناؤه، بحسب منظمة”هيومن رايتس ووتش”، في مجموعة من الصور التي تصور حجم التعذيب الذي تتبناه الدولة ضد المدنيين وقام بتهريبها إلى الخارج مصور يعمل مع الحكومة عرف باسم قيصر.
يذكر أن الطبيب غادر سوريا في عام 2015، وعاش في ألمانيا منذ ذلك التاريخ، حيث مارس مهنته، ثم ألقي القبض عليه في حزيران/ يونيو الماضي 2020، وأودع قيد الحبس الاحتياطي ولايزال في السجن منذ ذلك التاريخ وقد يواجه عقوبة بالسجن مدى الحياة في حال تم إثباب جميع التهم الموجهة إليه.