أخبار العرب في أوروبا – الجزائر
كشفت تقارير صحافية اليوم الخميس، أن الجزائر أبلغت فرنسا بتأجيل المباحثات حول صفقة الغاز الجزائري، التي كانت باريس تترقبها لتعويض الإمدادات الروسية.
بحسب المصادر فإن باريس كانت تتطلع إلى إنهاء مباحثات صفقة الغاز الجزائري قبل نهاية العام الجاري، مؤكدة أن الجزائر رفضت إجراء أي مفاوضات مع فرنسا قبل نهاية هذا العام كما كان متفقا عليه سابقا، وقررت تأجيل الحديث عن هذا الأمر إلى العام المقبل 2023.
وقالت إن التأجيل يأتي في إطار رغبة سياسية ما زالت مستمرة بأن فرنسا يجب أن تدفع ثمن تجاوزاتها السابقة بحق الجزائر “غالية”، حسب وصف المصادر.
وذكرت أن “هناك ضغوطا في الشارع تطالب بعدم إرسال الغاز الجزائري إلى فرنسا، بصفته رد فعل لعدم استجابة باريس إلى مطالب الجزائر”.
ويطالب الجزائريون فرنسا بالتخلي عن تشددها فيما يخص التأشيرة، إضافة إلى اعتراف فرنسا بـ”جرائمها الاستعمارية”، و “دفع تعويضات مادية عنها”، قبل أي حديث عن “تطبيع العلاقات” بين البلدين.
كما كشفت المصادر عن خلافات صامتة تدور الجزائر وباريس، مشيرة إلى أنه على الرغم من توقيع رئيسي الجزائر وفرنسا، عبدالمجيد تبون وإيمانويل ماكرون، على “إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة بين الجزائر وفرنسا”، في أغسطس/آب الماضي، فإن إحياء الذكرى الـ60 للاستقلال أعادت أوجاع الماضي.
والشهر الماضي، أعادت باريس إحياء الأمل في التوصل إلى صفقة الغاز الجزائري مع زيارة رئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن إلى الجزائر ، على هامش منتدى الأعمال الفرنسي الجزائري، الذي انتهت فعالياته -أيضا- دون أي إشارات جديدة.
ورغم العدد الضخم من الوزراء الفرنسيين في هذه الزيارة (نصف وزراء الحكومة الفرنسية)، فإن صفقة الغاز الجزائري إلى فرنسا لم تنجز ولم يتم وضعها على جدول الأعمال، بحسب ما أكدته في وقت سابق صحيفة “لوموند” الفرنسية .
اقرأ أيضا: صفقة الغاز لن تتم.. رئيسة وزراء فرنسا تزور الجزائر رفقة نصف أعضاء حكومتها
وتأمل باريس زيادة عدد شحنات الغاز والغاز المسال بنسبة 50%، حسب الاتفاقية الموقعة مؤخرا خلال عام 2022 بين شركة “إنجي” الفرنسية للطاقة، وشركة النفط والغاز الجزائرية الحكومية “سوناطراك”، مع وجود اتجاه لزيادة الإمدادات بنسبة 50%، وفق ما أكده مؤخرا مصدر تنفيذي للصحيفة الفرنسية.
وكان الخبير الاقتصادي الجزائري “مراد كواشي” قد أكد في تصريحات صحافية أن كلا من إيطاليا وإسبانيا والصين وتركيا سحبت البساط من تحت أقدام باريس خلال السنوات الـ3 الأخيرة.
وقال إن “الأرقام تكشف تراجعا كبيرا لدور فرنسا في الاقتصاد الجزائري، إذ تعد الصين المورد الرئيس حاليا بحصة 16.5%، ثم فرنسا بنحو 7% فقط، في حين تعد إيطاليا أكبر مستورد من الجزائر بنحو 22%، ثم إسبانيا بنسبة 12%، وتراجعت فرنسا إلى المركز الثالث بنسبة 9.94%”، وفق ما نقله عنه.