أخبار العرب في أوروبا- صربيا
اتفق قادة النمسا والمجر وصربيا بعد اجتماع عقد أمس الأول الأربعاء في بلغراد خلال بحث ملف الهجرة غير الشرعية، على اتخاذ إجراءات جديدة للحد من محاولات عبور المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي عبر دول البلقان، لا سيما الحدود الجنوبية لصربيا المشتركة مع مقدونيا الشمالية.
وتعهد الزعماء بفرض المزيد من الرقابة على حدود بلادهم. كما رحب قادة النمسا والمجر بإعلان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، بدء بلغراد فرض تأشيرات دخول على مواطني تونس وبوروندي، بعد أن كان مواطنو هاتين الدولتين معفون منها، في إشارة واضحة لرضوخ صربيا لضغوطات الاتحاد الأوروبي.
وفي البيان الذي صدر في ختام الاجتماع، أكدت الدول الثلاث على تعزيز التعاون المشترك من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، وخاصة على الحدود الجنوبية لصربيا مع مقدونيا الشمالية.
وذكر البيان أن قادة هذه الدول قرروا إرسال أكثر من 100 ضابط شرطة ومركبات مجهزة بكاميرات رؤية ليلية وطائرات بدون طيار إلى هذه الحدود، في محاولة لضبطها ومنع دخول المزيد من المهاجرين عبرها.
في هذا السياق، قال الرئيس الصربي فوتشيتش “اتفقنا على إشراك عدد أكبر من رجال الشرطة على الحدود مع مقدونيا الشمالية ومعدات كثيرة، بما في ذلك سيارات مزودة بكاميرات رؤية حرارية لمحاولة تحريك خط الدفاع باتجاه الجنوب”.
وأضاف “نحن على استعداد للتحرك جنوبا مع مقدونيا الشمالية وبالتالي حماية أوروبا وبلدنا”.
كما تعهدت النمسا والمجر بمساعدة صربيا، في تنظيم عمليات الترحيل بالطائرات للأشخاص الذين يأتون إلى صربيا عبر البلقان الذين لا يستوفون شروط الحصول على اللجوء في دول الاتحاد الأوروبي أو في صربيا نفسها.
من جهته قال المستشار النمساوي كارل نيهامر إن الأشخاص الذين يأتون إلى أوروبا “لأسباب اقتصادية”، يجب أن يعاملوا بشكل مختلف عن الذين يصلون إلى أوروبا طلبا للحماية.
وأردف قائلا “لقد وصلنا إلى النقطة التي تبحث فيها دول الاتحاد الأوروبي بشكل فردي عن أشكال جديدة من الشراكة خارج ما هو ممكن في الاتحاد الأوروبي… لقد فشل نظام اللجوء في الاتحاد الأوروبي”.
كما كشف نيهامر خلال مؤتمر صحفي، عن خطة العمل المشتركة التي ستشمل زيادة التعاون بين النمسا وصربيا على طول الحدود بالإضافة إلى دعم صربيا “بشكل مباشر” في تنفيذ عمليات ترحيل المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، قائلا “سنفعل كل ما هو ضروري، وندعمها ماليا” في برامج الترحيل.
وذكر نيهامر أن النمسا قد يكون لديها أكثر من 100 ألف طلب لجوء بحلول نهاية العام، مقارنة بحوالي 40 ألف شخص تقدموا بطلبات لجوء في عام 2021.
أما رئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان والمعروف بموقفه المناهض للهجرة فأكد على أنه “لا ينبغي إدارة ملف الهجرة بل يجب منعها”.
وشدد على أهمية التعاون المشترك قائلا في هذا الصدد:”إن الهجرة أصبحت مشكلة تهدد حياتنا وإن حماية حدود صربيا يعني أيضا الدفاع عن حدود الاتحاد الأوروبي”، وأضاف “علينا أن نظهر لهم (أي للمهاجرين) أنهم لا يستطيعون العبور”.
اقرأ أيضا: بسبب خلاف مع الحكومة.. عمدة بلدة نمساوية يأمر بتفكيك خيام لطالبي لجوء
وأشار أوربان إلى أن بلاده سجلت حوالي 250 ألف محاولة عبور حدودي غير قانوني هذا العام. علما أن السلطات المجرية شيدت منذ العام 2017 سياجا على طول حدودها الممتدة مع صربيا على مدى 175 كيلومترا، مزودا بكاميرات حرارية وأجهزة إنذار.
يشار إلى أن صربيا الواقعة في وسط غرب منطقة البلقان ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا تزال على قائمة الترشيح منذ أكثر من 10 أعوام، لكنها باتت محط الأنظار في الفترة الأخيرة بعد أن حمّلها سياسيون أوروبيون مسؤولية زيادة أعداد الوافدين إلى أوروبا.