أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
تقام يوم غدٍ الأربعاء مباراة بين المنتخب الفرنسي ونظيره المغربي في نصف نهائي كأس العالم “قطر 2022″، حيث أكدت وزارة الداخلية الفرنسية عزمها نشر أكثر من 5000 شرطي في باريس لوحدها تحسبا لهذه المباراة.
ومنذ فوز فرنسا على إنكلترا وتأكيد لقاء “الديوك” مع “أسود الأطلس” الذين فازوا على البرتغال، فإن تصريحات تخرج من قبل اليمين الفرنسي تحذر من أعمال شغب “انتقامية” قد يقوم بها بعض المشجعين المغاربة في حال خسر منتخبهم أو ضمن الأجواء الاحتفالية في حال فوز منتخبهم، وما قد يرافق مع تلك الاحتفالات من أعمال شغب.
ووفقا لـ “جوردان بارديلا ” رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف فإن”بعض المشجعين المغاربة يسكنهم شعور بالانتقام من فرنسا أكثر منه بالروح الرياضية”، حسب زعمه.
وقال بارديلا البالغ 27 عاما ولديه أصول جزائرية- إيطالية في تصريح لمحطة (BFMTV ) الإخبارية الفرنسية أمس الأثنين: “في كل مرة تكون هناك مباريات مع فرق مغاربية ـ سواء تعلق الأمر بالمغرب أو الجزائر ـ يقوم بعض المشجعين بأعمال شغب لا تطاق”.
وأصر بارديلا الذي انتخب الشهر الماضي زعيما للتجمع الوطني والنائب الحالي في البرلمان الأوروبي بالقول: “أذكركم أن هناك 40 شرطيا أصيبوا في الأيام الأخيرة بعد مباراة المغرب والبرتغال”.
وخلال لقائه مع المحطة، تساءل بارديلا:“هل تتخيل أن يكون هناك في المغرب أو في الجزائر عشرات أو مئات الآلاف من المشجعين الفرنسيين، في كل مرة تكون هناك مباراة رياضية مع فرنسا، يمشون في الشوارع، يصرخون، يكسرون النوافذ، يهاجمون الشرطة”، كما قال.
واعتبر بأن” فرنسا تدفع ثمن 30 عاما من فشل سياسة الهجرة. هناك جيل مغاربي في الجمهورية بلغ سن الرشد، ويعامل فرنسا مثل دولة أجنبية معبرا باستمرار عن رغبته في الانتقام”، وفق قوله.
وكان إيريك زمور زعيم حزب “استعادة فرنسا” أقصى اليمين المتطرف في فرنسا قد ذكر في لقاء مع نفس المحطة، بأن “مساء الأربعاء سيكون مخيفا للشرطة”، لكنه أضاف أن “الأمسية بشكل عام ستكون احتفالية”.
وقال زمور وهو من أصول يهودية جزائرية :“أود أن أعرف كيف سيكون رد فعل ملك المغرب والمغاربة إذا احتفل آلاف الفرنسيين بانتصارهم في مراكش؟. أعتقد أنهم سيشعرون بقليل من الحرمان من بلادهم”، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا: استنفار أمني أوروبي قبل مباراة فرنسا والمغرب.. وباريس في عين العاصفة
وكانت مناوشات قد جرت بين الشرطة الفرنسية وبعض المشجعين المغاربة في شارع الشانزلزيه يوم السبت الماضي، بعد تأهل المغرب لنصف نهائي المونديال إثر فوزه على البرتغال بهدف دون رد، كما اعتقلت الشرطة نحو 140 شخصا بعدما تطور المناوشات إلى أعمال شغب.
ومنذ عدة أيام، بدأت العواصم الأوروبية وخاصة باريس التي ستكون فيما يبدو في عين العاصفة، تترقت منذ الآن مواجهة نصف نهائي مونديال.
ومهما كانت نتيجة المباراة “التاريخية”، سيتعين على الشرطة وقوات حفظ الأمن الأوروبية العمل بجد، كما يقول الإعلام الأوروبي.
وحذرت السلطات في العديد من الدول الأوروبية السكان بضرورة إبعاد سياراتهم عن الشوارع الرئيسية، تحسبا لاندلاع أعمال شغب وخروج بعض المشجعين عن دائرة الحماس والتشجيع السلمي.
وبات المنتخب المغربي صاحب الإنجاز الفريد على المستوى العربي والأفريقي هو الحدث الرئيسي في مونديال قطر، وهو الممثل الوحيد لإفريقيا الذي وصل إلى نصف النهائي، لكن نجاح المنتخب له جانب سلبي بدأ يظهر بعد كل مباراة تقريبا نجح “أسود الأطلس” في حسمها.