أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
تسببت أحداث الشغب التي جرت في العاصمة الألمانية برلين أثناء احتفالات رأس السنة الجديدة في جدل واسع بين السياسيين الألمان حول فشل سياسة الاندماج ودور الأجانب في هذه الأحداث.
وكانت قد جرت في حي نيوكولن ببرلين ليلة السبت الماضي بالتزامن مع احتفالات ليلة رأس السنة، أعمال شغب واسعة حيث قام شبان بمهاجمة رجال الشرطة والإطفاء بواسطة ألعاب نارية مما عرض حياة بعضهم للخطر.
كما قبضت الشرطة على 145 مشتبه به ونشرت لاحقا جنسياتهم ليتبين أن 45 منهم فقط يحملون الجنسية الألمانية، بينما يتوزع الباقي على 17 جنسية.
ووفقا لوسائل إعلام ألمانية فإن المجموعة الأكبر منهم مؤلفة من 27 شابا أفغانيا يليهم 21 سوريا، مشيرة إلى أنه تم إطلاق سراحهم جميعا بانتظار محاكمتهم لاحقا.
تعطيل خدمة الإنقاذ
صحيفة “بيلد” تساءلت في عنوان “من أنتم أيها الفوضويون؟”. في حين أعربت إيريس شبرانغر، وزيرة داخلية ولاية برلين، عن غضبها لما حدث وقالت إن خدمات الإنقاذ والطوارئ قد تم تعطيلها وتعرضت لهجمات نجم عنها إصابات، بعضها خطيرة.
وصرحت السياسية الاشتراكية الديمقراطية: “آمل في محاكمة جنائية ناجحة ومتسقة”، للمعتدين.
بدوره، قال “كاي فيغنر” رئيس فرع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بولاية برلين، إنه “حتى خدمات الطوارئ ذات الخبرة صدمت من مستوى الوحشية” لتلك الهجمات.
وأضاف في تصريحات صحافية:”يجب ألا تقف الدولة متفرجة على الأشخاص الفوضويين وهم يهاجمون عناصر الشرطة ورجال الإطفاء مرارا وتكرارا. هذه ليست خروقات تافهة، إنها جرائم يجب ملاحقتها ومعاقبة مرتكبيها”.
وأدت هذه الاحداث في برلين بعد الكشف عن أن النسبة الأكبر من المشاركين في أعمال الشغب هم من اللاجئين والأجانب، لتبادل الاتهامات بين السياسيين الألمان حول فشل عملية اندماج الأجانب بالمجتمع الألماني.
في هذا السياق، دعا “غونر بالسي” مسؤول الاندماج في حي نيوكولن( ذو الغالبية المهاجرة والذي جرت فيه أعمال الشغب) في برلين في حديث مع مجلة دير شبيغل إلى “ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر صرامة من قبل دولة القانون”، مضيفا بأن” غالبية المهاجرين في الحي غاضبون أيضا من المجرمين”.
المخدرات لعبت دورا فيما حدث
من جانبه، رأى مسؤول التكامل في نيوكولن “جونر بالتشي” بأن العنف في برلين ليلة رأس السنة سببه مجموعة صغيرة، مؤكدا بأن “المخدرات لعبت دورا فيما حدث”.
وشدد على “ضرورة التدخل المبكر للشرطة لمنع أعمال شغب مستقبلية”، مشيرا في هذا السياق إلى أنه في حال لاحظت الشرطة وجود مجموعة من الشباب في بداية المساء وكان الجو متوترا، فيجب عليها وضع حواجز على الطرق.
وبحسب مسؤول الاندماج بالتشي فإن “على الدولة أن تكون ضامنة للأمن. لايمكن أن يفر الناس إلى أرقاربهم في أجزاء أخرى من المدينة في أيام معينة خوفا من أعمال الشغب”.
وكان متحدث باسم الشرطة في برلين قال أمس الثلاثاء، إنه تم إلقاء القبض على 145 شخصا لفترة مؤقتة على خلفية أحداث الشغب، مشيرا إلى أن غالبية هؤلاء الأشخاص من الرجال.
وذكر المتحدث أن إجمالي عدد الإجراءات الجنائية والإدارية التي تم الشروع فيها بسبب أحداث الشغب ببرلين وصل إلى 355 إجراء.
وأضاف بأن “السلطات تحقق في هذه الإجراءات في تهم من بينها تكدير السلم العام وتعديات ومقاومة سلطات إنفاذ القانون وأطقم الإنقاذ وإلحاق إصابات بدنية خطيرة وتفجير مواد متفجرة”.
وفي إحصائية مؤقتة أعدتها قوات الإطفاء عن “عمليات ليلة رأس السنة” وصل عدد عمليات التأمين التي قامت بها قوات الإطفاء في برلين خلال احتفالات رأس السنة السبت الماضي إلى أكثر من 1700 عملية، بزيادة بمقدار نحو 700 عملية مقارنة بعددها في احتفالات رأس السنة الماضية خلال قيود كورونا.
ووفقا لهذه الإحصائية فقد تعرض 22 شخصا لإصابات بسبب الألعاب النارية من صواريخ ومفرقعات. كما تعرضت فرق الإطفاء لـ 38 هجمة أُصِيْب خلالها 15 شخصا من أفرادها.
اقرأ أيضا: ألمانيا.. مقتل فتاة ورجل يفقد عينه وذراعه بسبب الألعاب النارية
وكانت برلين قد شهدت عدة حوادث بالألعاب النارية خلال احتفالات ليلة رأس السنة. وذكرت الشرطة ليلة السبت/الأحد على تويتر أن أفراد الشرطة ورجال الإطفاء تعرضوا “لهجوم مكثف بمفرقعات” خلال إطفاء سيارة محترقة.
وأوضحت بأنه تم إلقاء ألعاب نارية وطفاية حريق على حافلة نقل بأحد أحياء برلين، ما أسفر عن تدمير الزجاج الأمامي للحافلة. وأضافت الشرطة أن 60 حتى 80 شخصا حاولوا إشعال النيران في سيارة بالألعاب النارية في أحد أحياء برلين.