أخبار العرب في أوروبا – السويد
شدد رئيس الوزراء السويد “أولف كريسترسون” على أن السويد أو الخدمات الاجتماعية “السوسيال” لا تقوم بخطف الأطفال المسلمين ولا غيرهم.
وأضاف في مؤتمر صحافي اليوم الجمعة: “السويد أو السوسيال لا تمارس التمييز ضد أي شخص أو عائلة أو طفل”، مضيفا بأن “أخطر ما في المعلومات المضللة التي يتم نشرها هو أنها تخلق الانقسام، وتجعل المواطنين لا يثقون في بعضهم البعض، ولا يثقون بالسلطات”، حسب قوله.
وقال :”هذا أمر في غاية الخطورة خاصة في بلد نعاني فيه بالفعل من هذا النوع من القلق، على سبيل المثال عدم تمكن الجميع من اللغة السويدية، أو عدم إلمامهم بالقوانين السويدية”، وتابع: “الأصعب في هذه الحالة عندما لا يستطيع الإخصائيون الاجتماعيون القيام بعملهم فمن المهم معرفة أن من يتضرر في النهاية هم الأطفال”.
رئيس وزراء السويد أكد كذلك على أن كل من “مجلس الخدمات الاجتماعية ووكالة الدفع النفسي سيتولون مهمة العمل وبشتى الطرق على مكافحة انتشار الشائعات وحملات التضليل المغرضة ضد الخدمات الاجتماعية( السوسيال)”.
وأوضح أن “أحد الإجراءات الحكومية هي الحد من الحملة المستمرة التي تطال الخدمات الاجتماعية، والتي يزعم فيها أن السوسيال تقوم بخطف أطفال مسلمين”.
وتابع: “مجلس الخدمات الاجتماعية سيعمل على زيادة المعرفة بالقوانين السويدية، سواء في داخل السويد أو في الخارج، في حين تتولى وكالة الدفاع النفسي مهمة القيام بمسح للحملات المنهجية التي تشرف عليها جهات أجنبية ضد السويد”، حسب زعمه.
وقال إن “الحكومة ستعمل الحكومة على دراسة كيفية إشراك مختلف المجتمعات العقائدية في العمل على مجابهة الشائعات والمعلومات المضللة”.
ويأتي كلام رئيس الحكومة السويدية، بعد استمرار الاتهامات للسوسيال بسحب الأطفال من ذويهم لاسيما المهاجرين من خليفات مسلمة، لاسيما أن الحملة لاتزال مستمرة منذ أكثر من عام وعاد زخمها مرة أخرى خلال الأيام الماضية.
على صعيد متصل، ذكر تقرير نشرته صحيفة “يوتيبوري بوستن” السويدية اليوم الجمعة، أن مساجد مدينة يوتيبوري عرضت المساعدة بإعادة بناء الثقة في الخدمات الاجتماعية ، عندما اشتدت الاحتجاجات ضد قانون رعاية الأطفال القسرية (LVU) العام الماضي، غير أن استجابة السوسيال كانت فاترة.
ونقلت الصحيفة عن “عبد الله المصري” مسؤول مسجد إنغيريد، قوله:“لدينا تعاون أفضل بكثير مع الشرطة”، مضيفا أن “الهدف من ذلك كان لتقليل القلق بين العائلات في المنطقة بعد عدة أسابيع من حملة مكثفة على وسائل التواصل ضد السوسيال”.
اقرأ أيضا: الخوف من سحب السوسيال للأطفال يدفع عائلات مهاجرة لمغادرة السويد
وكانت الحملة ضد السوسيال في السويد قد بدأت أواخر ديسمبر/كانون الأول 2021 واستمرت طيلة العام الماضي 2022 على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أساسي، وكان العنوان الرئيسي للحملة “السويد تخطف أطفال المسلمين”.
واكتسبت الحملة زخما جديدا في الأشهر الأخيرة، وفقا لهيئة الدفاع النفسي السويدية، التي عملت لمواجهة هذه الهجمة التي نالت من سمعة السويد وانتشرت عالميا في وسائل إعلام دولية كبرى.
جدير بالذكر أن آخر إحصائية وتعود لعام 2019، تشير إلى أن عدد حالات سحب الأطفال من أسرهم في السويد بلغ 7900 حالة، منها 4800 حالة لأطفال من أصول سويدية( 60.7%) و3100 حالة لأطفال من أصول مهاجرة (39.3%).
لكن في النسبة العامة من ما بين العدد الكلي للمهاجرين في السويد والأطفال الذين تم سحبهم فإن الرقم يكون مضاعفا مقارنة مع السويديين الأصليين.