أخبار العرب في أوروبا – متابعات
بعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وتسبب بمقتل أكثر من 11 ألفا لغاية ظهر اليوم الأربعاء، وتوقعات أن تصل الحصيلة النهائية لنحو 20 ألفا خلال الأيام المقبلة، عاد الحديث عن كيفية الاستعداد العملي والمسبق للتخفيف من الآثار المدمرة للزلازل .
ورغم أن الزلازل أحد الظواهر الطبيعية التي ما زالت عصية على التنبؤ بها، لكن الحل العملي الوحيد هو الاستعداد بشكل مسبق للأزمات، لا سيما في المناطق التي تكون معرضة بشدة لخطر الزلازل وذلك من خلال تشييد ابنية ذات معايير مضادة للزلازل.
بحسب خبراء فإن البناء المضاد للزلازل يعمل لتقليل المخاطر قدر الإمكان، حتى في حال كانت الكارثة ذات شدة كبيرة.
ولكي يكون البناء مضاد للزلازل يحتاج إلى مراعاة خمسة معايير دقيقة وفق الآتي:
أولا: أساس مرن
حتى يكون البناء قادرا على الصمود في حال حدوث هزة قوية، يحتاج البناء المقاوم للزلازل إلى أساس يوصف بــ”المرن”، بحيث يميل دون أن يتداعى.
ويمكن إقامة البناء على “سنادات تثبيت” مفصول عن الأرضية، وعند وقوع الزلزال، تتحرك “السنادات” فقط، في حين يظل البناء قائما.
ثانيا: بنية قوية
كي يكون البناء مضادة للزلازل يجب تقوية البنية من أجل توزيع القوى الجانبية في المكان، حتى تذهب نحو الأساس.
يقول الخبراء إن الهدف من ذلك هو توجيه القوة الناجمة عن الزلزال في المبنى نحو أجزاء عمودية مقاومة للهزة الأرضية.
ويوضح المهندسون أن البنايات الأقصر تتمتع بـ”مرونة أقل” مقارنة بالمباني الشاهقة، ولذلك، ثمة دعوات إلى عدم التركيز فقط على العمارات ذات العلو الكبير.
ثانيا: مواد ذات ليونة ملائمة
تستطيع المواد ذات الليونة الكبيرة أن تمتص قدرا كبيرا من الطاقة دون أن تتعرض لدمار، فيما يقول الخبراء إن المادة المعروفة بـ”صلب الإنشاء” تعد من بين أكثر المواد ليونة.
اقرأ أيضا: عدد ضحايا الزلزال يتجاوز 11 ألف قتيل
في المقابل، تعد لبنات البناء أو “الطوب” من بين أقل مواد البناء ليونة، في حين ينبه الخبراء إلى أن صلب الإنشاء ليس الأداة الوحيدة المقاومة للزلازل.
رابعا: أنظمة التخميد
تضاف انظمة التخميد إلى الأبنية الشاهقة بالخصوص، حتى تكون قادرة على امتصاص الهزة الأرضية، وهي تحتاج إلى تقنيين ذوي مهارة عالية حتى يقوموا بتركيبها، وتوصف بعض أنظمة التخميد بـ”النواسات” التي يتم تركيبها على مستوى السطح، حتى تتولى التثبيت في حالة الاهتزاز، ويكون وزنها كبيراً.
وتقوم هذه الأجهزة بتطبيق قوة معاكسة للحركة الزلزالية، لا سيما في الأبراج والبنايات العالية جدا.
خامسا: تصريف المياه
بما أن تسرب المياه في حالة الكوارث من شأنه أن يزيد من حجم الدمار، فإن البناء المضاد للزلازل يعتمد طريقة تحمي من التسرب، وتساعد على التخلص من الماء بشكل أكثر سلاسة.